صنعاء 19C امطار خفيفة

الحرية لـ: صدام الصوفي

الحرية لـ: صدام الصوفي

صدام حسين أحمد الصوفي، شاب في مقتبل العمر، كان يحلم بمستقبل أفضل، ولم يكن يعلم أن أحلامه ستتبخر بفعل توجّس العقلية الأمنية القادمة من أقصى الأرض، تلك العقلية التي تعتقد أنّ الجميع يتآمر عليها!

 
اعتقلَت جماعة أنصار الله (الحوثيون) صدام مرتين؛ الأولى في يناير 2022، وظلّ معتقلًا حتى أبريل 2023 (أي أنّ الفترة التي قضاها في السجن بلغت عامًا وأربعة أشهر)، أمّا المرة الثانية فكانت في يوليو 2024، ولايزال حتى الآن رهن الاعتقال والمحاكمة أمام المحكمة الجزائية.
 
صدام، الشاب الذي كان يكافح كعامل لدى أحد التجار من أجل توفير احتياجات أسرته الضرورية والملحّة، لم يشفع له سوء أوضاعه المعيشية، ولا التاريخ الوطني لوالده، ولا حالته الصحية.
هذه الجماعة تتوجس خوفًا من كلّ مَن لا يُعلن ولاءه لها، أو لا يعتنق معتقداتها، فتعمل بكل وسيلة على كسره وإهانته وإذلال أسرته، ولا تتورّع عن تلفيق التهم ونسج الروايات الأمنية التي لا تقوم إلا على الشكوك، ولا تستند إلى أي أدلة إثبات.
 
صدام الصوفي، ومثله المئات، يقبعون في سجون الجماعة، ولكلّ واحد منهم حكاية، حكاية ظلم عصف بحياتهم وحوّلها إلى جحيم. جحيم جماعة منحت أجهزتها الأمنية اليد الطولى والكلمة الفصل.
 
لدى صدام طفلة وحيدة، إذ تنتظر "حلا" عودة والدها كل مساء كما اعتادت! تنتظر الحلوى التي يجلبها معه لها. لا تدرك "حلا" التي لها من اسمها نصيب وافر، معنى أن تتحول حياتها من حلى إلى العكس بفعل تغييب والدها خلف الزنازين، لم تدرك بعد سر الابتسامة الشاحبة التي تشاهدها في وجه والدتها وجديها. لم تدرك بعد معنى إذلال وقهر الرجال، باستخدام السلطة والمال.
إنّ من الرشد إطلاق سراح صدام الصوفي وكلّ المعتقلين الأبرياء، وتعويضهم عمّا لحق بهم من أضرار. إنّ هذه المظالم لا تسقط بالتقادم، والله يمهل ولا يهمل. واعلموا أنّ دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. ولقد بلغ ظلمكم منتهاه، وأنتم في غيّكم تعمهون.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً