يدور الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية داخل الكيان الإسرائيلي حول أن وقف إطلاق النار الحالي ليس سوى استراحة مقاتل، هدنة مؤقتة تهدف إلى إعادة التقييم والتموضع، تمهيداً لجولة جديدة من الصراع. وتذهب بعض الأصوات هناك إلى التلويح بإمكانية استئناف العمليات العسكرية ما لم تُفضِ التهدئة إلى نتائج ملموسة، أبرزها: العودة إلى المفاوضات لتفكيك ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني، وكبح جماح أذرع إيران في المنطقة، خاصة تلك التي باتت تهاجم الكيان بشكل مباشر.
بمعنى آخر، تُصوِّر الرؤية الإسرائيلية وقف إطلاق النار كـ”فسحة للمفاوضات” وليس كـ”نهاية للحرب”، وتُبقي خيار التصعيد مطروحاً ومشروعاً، تبعاً لما ستؤول إليه المرحلة التالية من التهدئة.
في المقابل، يُقدَّم المشهد في الإعلام العربي، وخاصة المقرّب من طهران، بصورة مختلفة، إذ يُصوَّر وقف إطلاق النار على أنه “هدنة حذرة”، تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الهجوم المباغت ، وتُعتبر خطوة إلى الوراء تهدف إلى تثبيت “توازن الردع” السابق، لا إلى التراجع عن المواجهة. ويستبطن هذا الخطاب قناعة بأن ما تحقق حتى الآن قد أفشل الأهداف الإسرائيلية من الحرب، وأسقط بعض فرضيات “الحسم” عبر المواجهة المباشرة.
الفرق الجوهري بين القراءتين يكمن في تفسير الهدف من التهدئة:
• الإسرائيليون يرون فيها “تكتيكاً انتقالياً” لفرض شروط سياسية لاحقاً، او لنقل قطف ثمار العمل العسكري من خلال المفاوضات .
• بينما الإعلام المحسوب على إيران يعتبرها “مدخلاً لإعادة تثبيت قواعد الاشتباك”، والحفاظ على الخطوط الحمراء القائمة، وتقديم أوراق قوة لأي مفاوضات قادمة.