منذ انطلاق الحراك النسوي في عدن، والذي بدأ ضد ارتفاع الأسعار، وتوسع إلى المطالبة بالخدمات العامة والحياة الكريمة، حرصت "المرأة العدنية" على النزول إلى الساحات منذ بدء تراجع الخدمات الأساسية في عدن، تسجل النساء العدنيات حضورًا فاعلًا في الشارع العدني، بحسب ما نشاهده من تغطيات عربية ومحلية عن دور المرأة العدنية في الاحتجاجات الحالية.
للمرأة العدنية تاريخ نضالي حافل، مصحوب بمعاناة طويلة مع سياسات القمع والاضطهاد، بسبب تهميشها من الحياة السياسية في البلاد، وها هي الآن أمام سلطة شرعية لا دور لها، وجهات دكتاتورية، خرجت النساء مع الرجال جنبًا إلى جنب للمطالبة بالحقوق الأساسية للمواطنين، لكن الجديد الآن هو ممارسة سياسة قمع موجهة ضد النساء "العدنيات" بالأخص.
غير أنه مؤخرًا تم التشكيك والتخوين بنساء لهن نضالات تاريخية، نساء نزلن إلى الساحة للمطالبة بحياة كريمة، بوصفهن نساء "نازحات".
فهل يمكن الحديث اليوم عن خطر تصاعد صوت "المرأة العدنية"، الصوت الذي يعلو على صوت الحكومة الشرعية والجهات المعنية. وهل تشكل المرأة العدنية تهديدًا للحكومة والجهات المعنية، في ظل تشكيك واضح وخوف من إعادة دورهن النضالي، حتى إنه أصبح نقطة الالتقاء بين المكونات السياسية والحكومة الشرعية والمجتمع الدولي.
إن السبب الرئيسي وراء هذا التطاول على "المرأة العدنية" في الاحتجاجات، هو محاولة لتضييق دورهن النسوي، وتخوينهن، ووصفهن بنساء عرب 48، وهذا يوصف بالعنصرية المقيتة، ويأتي لقمع دورهن الريادي والفاعل في المجتمع المدني.
تبقى النساء رمزًا للصمود، فقد أثبتت "المرأة العدنية" على مر التاريخ قوتها وصمودها الاستثنائي، فهي اليوم ليست فقط ضحية حرب، بل أيضًا رمز للنضال والكفاح، فمن داخل البلاد، تواصل النساء رفع صوتهن ضد الظلم، والمطالبة بالعدالة، يرفعن الأصوات عالية من أجل صون حقوقهن.
في الأخير، نرى أن "المرأة العدنية" تحديدًا قادت الاحتجاجات في عدن لأن صرختهن وكلمتهن مسموعة، وهذا ما شاهده العالم عبر إحاطة المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الصادرة فى 14 مايو 2025.