كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، أن جماعة الحوثي رفضت بشكل قاطع نقل الطائرات الثلاث التابعة للخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء إلى مطارات بديلة في عدن أو السعودية أو عمان، بعد تحذيرات إسرائيلية مسبقة بشأن نية استهداف المطار مطلع الشهر الماضي.
وأوضح العليمي، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أن الحكومة حاولت عبر وسطاء إقناع الحوثيين بإخلاء المطار من الطائرات لحمايتها مؤقتاً من القصف الإسرائيلي، مع تعهد بإعادتها لاحقًا إلى صنعاء فور زوال التهديد، بما يضمن استمرار استفادة جميع اليمنيين منها. غير أن الجماعة قابلت الطلب بالرفض التام، وأصرت على بقاء الطائرات في المطار، ما تسبب بتدميرها كلياً.
وفيما يتعلق بالطائرة الرابعة، التي كانت متوقفة في العاصمة الأردنية عمّان، قال العليمي إن الحكومة اليمنية قررت إعادتها إلى عدن، إلا أن الحوثيين هددوا صراحة بقصف مطار عدن إذا هبطت فيه الطائرة، كما لوّحوا باستهداف مطارات يمنية أخرى، وهو ما اضطر الحكومة للرضوخ لتلك التهديدات والسماح بإعادة الطائرة إلى صنعاء، تفادياً لكارثة إنسانية جديدة.
وأشار العليمي إلى أن الطائرة الرابعة لم تسلم هي الأخرى من التدمير، إذ استهدفتها لاحقًا غارة إسرائيلية أثناء وجودها في مطار صنعاء، ضمن تصعيد عسكري عابر للحدود.
وتؤكد هذه التصريحات، مجددًا، حجم المأزق الذي تعيشه الحكومة المعترف بها، وعجزها عن تأمين أصول الدولة أو اتخاذ قرارات سيادية حتى في ملفات مدنية كالنقل الجوي. كما تكشف عن استمرار هيمنة الجماعة الحوثية على المجال الجوي وابتزازها للمرافق الحيوية، ما يضاعف من كلفة الحرب على المدنيين، ويطرح تساؤلات حول قدرة المجلس الرئاسي على فرض خياراته الوطنية وسط اختلال موازين القوى.