صنعاء 19C امطار خفيفة

عن الثورة الناعمة

هل هذا التوصيف لما يحدث من حراك نسوي راهن، هل هو توصيف مناسب؟

باعتبار أن الفعل، في حد ذاته، ثوري، وهو مقتصر، هنا، على ما درج عليه الناس من وصف النصف الآخر

بالجنس اللطيف..

 
في اللحظة الراهنة لا يسعنا إلا أن نراجع المقولات والتوصيفات في حضرة هذه الفعاليات النوعية اللافتة، والتي ما كانت لتتم لولا أهمية الاستشعار للمهام المنوطة بهن، والدور الملقى على عواتقهن، في الوقت الذي خمدت الأصوات،
وتوارت فيه "الشوارب" و"اللحى"،
رغم المآسي الماحقة، رغم الأوضاع المختلة، ورغم الواقع المهترئ..
ما عاد الوضع يحتمل.. ولا عادت الحياة رائقة.. وهذا الذي دفع
سيدات المجتمع لأن ينهضن بواجبهن، وينزلن إلى الشارع.. وينبن عن الرجال، وعن المجتمع كله في الخروج إلى الفضاء العام للتعبير عما يعتمل في النفوس من سخط وضيق وضنك وغضب، وحال لا يحتمل جراء ما وصل إليه الوضع من تردٍّ باتت المعيشة معه على شفير هاوية، وعلى حافة مأساة إنسانية محققة عمت الأوساط كلها، وطالت مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، في سابقة لم نشهد لها مثيلًا في التاريخ الحديث.
ما دعا النساء الماجدات في كل من عدن وتعز وأبين، للتعبير عن تطلعات الرأي العام، وما سيلي ذلك من أفعال ثورية مشابهة في المحافظات الأخرى كما هو متوقع له.
أسلوب رائع وراقٍ للغاية انتفاض الماجدات للتعبير عن سلبيات وسيئات الواقع المرير، وعن الصمت المريب الذي تمارسه سلطات الدولة الخانعة تجاه إخفاقاتها ومفاسدها،
وتجاهلها التام، وعدم اكتراثها بما يحيق بالمواطنين من كوارث ليس أقلها تفشي العوز والمجاعات والغلاء المريع، وكذا الشلل التام للحياة…
…… 
ما يسر وما يلفت الانتباه، التعاضد والتلازم وتناغم الأداء والتأثير المتبادل بين كل من تعز وعدن، كتعبير عن خط جامع أصيل يربط كليهما، ويعزز الأحاسيس والمشاعر المشتركة، ويوحد المزاج العام في مختلف المواقف الإنسانية، وبخاصة في مثل هذه الظروف التي تنتاب الوطن برمته.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً