من علامات الخلل الكبير في اليمن أن الجمهور معتاد على التفويض الأعمى للأطراف دون ضمانات ودون حساب أو مراجعة أو تقييم:
الذين فوضوا الشرعية وأعفوها من تفعيل هيئاتها من برلمان وأحزاب ومساءلات، عادوا ليتحدثوا عن ارتجالها وفسادها وعبثها واستسلامها للواقع وللإرادة الإقليمية.
والذين فوضوا الانتقالي الجنوبي خرجوا متأخرين للتظاهر ضد فساد قياداته، واتهموهم بالضحك على ذقون الشعب، والظاهر أن حرارة الصيف هذا العام شديدة لدرجة أنها جعلت الناس تتراجع عن التفويض، وتبحث عن طاقة كهربائية لتشغيل المراوح والمكيفات كأولوية تسبق الاستقلال.
أما جمهور صنعاء وميدان السبعين فلم يجنوا بعد تفويضهم لسلطة الخضار الحوثي غير تدمير ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى ومطار صنعاء وغيرها مما خفي.
الخلاصة: لا تفوض من يخدعك ويخرب بيتك وأنت تصفق له وتعول عليه وتأمل منه الخير وهو يفكر كيف يتاجر بك وينتظر مثلك حلول السماء دون أن يعمل ويتحرك ويسعى لتحقيق ما فوضته للقيام به.