صنعاء 19C امطار خفيفة

المساعدات الإنسانية في غزة تتحول إلى نعوش

إن الأوضاع بوجود المساعدات الإنسانية الأميركية في غزة، تتحول إلى مآسٍ إنسانية.

ومازاد الطين بلة، أنه تم إغلاق جميع مواقع التوزيع حتى إشعار آخر، بما يعني "عيد أضحى بلا طعام"، وأيامًا سوداء مقبلة على الطريق.

 
يقينًا، إن مراكز المساعدات الإنسانية أصبحت سباقًا صوب القبور، فالازدحام وعدم التنظيم من جانب المشرفين، يتسبب يوميًا بموت الكثير من أهالي غزة، إلى جانب زخات الرصاص الإسرائيلية التي تسبق أرغفة الخبز، وتحصد العشرات منهم.
وأمام كل تلك المشاهد المأساوية، تستخدم الإدارة الترامبية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بشأن وقف الحرب في غزة، والهدف منه السماح لإسرائيل بتجريف بقية غزة، وإبادة الغزيين وتهجير من تبقى منهم، تهيئة لإقامة ما يسمى المشروع الحضاري الأميركي هناك. وكذا، تحويل الضفة الغربية إلى إمارة إسرائيلية، وتقسيم بقية الأراضي إلى مستوطنات و(كانتونات). إنها مشاريع تسير على قدم وساق أمام العالم بأسره، دون أن يتحرك قيد أنملة من مشاعر وقيم إنسانية تحول دون تلك التصرفات الشائنة.
في واقع الأمر، إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو، ما فتئ يرغي ويزبد لمواجهة اتخاذ قرار اعتراف بدولة فلسطينية في مؤتمر نيويورك، في 17 يونيو الجاري (2025م)، وبخاصة من قبل بريطانيا وفرنسا، وسيقابله بضم 25% من الضفة الغربية، وشرعنة البؤر الاستيطانية، ناهيك عن إقراره بتسليح عصابات محلية في غزة بدأت تمارس أعمالها وسط الجمهور.
حقيقة الأمر، إن حصار قطاع غزة شمل الجهات الأربع، ولم تتمكن حتى سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين" السويدية، من أن ترسو في شواطئ القطاع، بل اقتيدت إلى ميناء "أسدود" للتفتيش والتحقيق مع الناشطين، وإعادتهم إلى بلدانهم.
يقينًا، إن الوضع لا يبشر باستمرار الحياة في غزة والضفة الغربية بهذا الشكل الفظيع، طالما أنه لا يوجد في هذا العالم من يوقف احتلال غزة والضفة الغربية واعتداءاتها المستمرة حتى هذه اللحظه.
والأمر الأسوأ، أن حركة حماس أصبحت في وضع تكاد تعجز عن التصدي للآلة العسكرية الغاشمة التي تقتل يوميًا عشرات الخدج، والأطفال والنساء والمسنين في غزة، وكذا ما يحدث يوميًا في الضفة الغربية من أساليب وحشية للسكان.
للأسف، لم يعد أحد يقاوم بجانب حماس بعد انحناء خط الممانعة، والمقاومة ووحدة الساحات، في كل من سوريا ولبنان، وتحييد الحشد الشعبي العراقي، سوى "أنصار الله" الصامدين الذين يطلقون المسيرات والصواريخ نحو الكيان الإسرائيلي المحتل، محدثة إصابات، وتوقيف الطيران، والإضرار بالسياحة الإسرائيلية. يقابل ذلك، الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وتدمير البنى التحتية في الموانئ والمدن اليمنية.
على صعيد آخر، إن التفاوض بين حركه حماس وحكومة نتنياهو لا حراك فيه، رغم الجهود المبذولة من قبل مصر والسعودية وقطر والأردن، على الصعد الإقليمية والدولية، والعمل تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية مقابل السلام في المنطقة.
وفي وسط زحام الأحداث، يصرح رئيس حركة حماس السيد خليل الحية، قائلًا إنه مع تبادل الرهائن والهدنة، ثم الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، يليه استعداد حماس لتسليم الحكم إلى جسم فلسطيني وطني، ومهني متوافق عليه.
وبناء عليه، وبإجماع عربي متوافق عليه، فإن الجسم الفلسطيني الوطني والمهني لن يكتمل إلا بوحدة الفلسطينيين جميعًا تحت راية السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ولكل مقام مقام.
والله ولي التوفيق.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً