يذكر بعض المؤرخين أنَّ المنصور الموحدي؛ أبو يوسف؛ يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (ت: 595هـ) أمرَ قاضيه أنْ يختارَ له معلمًا أو معلمين لتعليم ولده، وضبط أوامره، فجاء القاضي برجلين، وكتب له في ورقة يصفهما له بأنَّ أحدهما: «بَرٌ في دينه»، والآخر «بَحرٌ في علمه».
فاختبرهما السلطان بنفسه، وكان مشهورًا بالعلم، فوجدهما بخلاف ما أخبره القاضي المتحذلق، وتبين له أنَّ «اللقيِّهْ سَوْدْ»، كما يقول أصحاب صنعاء، فكتب على ورقة القاضي:
(أعوذ بالله من الشيطان الرحيم: ظهر الفساد في البر والبحر).
وهذا هو حال اليمنيين الذين اقتسمتهم أطراف الحرب في البر والبحر.