احتضنت مدينة تعز، عصر يوم الاثنين، مهرجان القمندان، احتفاءً برائد اللون اللحجي وأيقونة الغناء اليمني الراحل أحمد فضل القمندان، وذلك في قاعة منتزه التعاون، بتنظيم من مؤسسة صروح ومؤسسة إرم، وبالشراكة مع معهد يوكان.
وقدّم كلاً من الأستاذ عبدالخالق سيف، رئيس مؤسسة صروح، والأستاذ وضاح اليمن عبدالقادر، رئيس مؤسسة إرم، كلمتين ترحيبيتين في مستهل المهرجان، عبّرا فيهما عن سعادتهم بتنظيم هذا الحدث الثقافي النوعي في مدينة تعز، مشيرين إلى أهمية إعادة الاعتبار لرموز الفن اليمني وإحياء تراثهم الفني للأجيال القادمة.
وحضر الفعالية عدد من الشخصيات الثقافية والرسمية، من بينهم مهيب الحكيمي وكيل محافظة تعز للشؤون الفنية، والاستاذ سام البحيري مدير عام العلاقات العامة بالمحافظة والأستاذ مختار المريري، مستشار المحافظ، والأستاذ طه الشامي، نائب مدير مكتب الثقافة، والعقيد سمير الأشبط، نائب مدير الأمن لشؤون الأحياء، والأستاذ الأستاذة مسك المقرمي، مديرة منتزه التعاون، والأستاذ حسام الأغبري، مدير معهد يوكان، الذين أثنوا على هذا الحدث الفني الذي يعكس روح تعز الحية وحضورها الثقافي الدائم.

وشهد المهرجان فقرات فنية متنوّعة جسدت إرث القمندان ، حيث قدّم الفنانون نور الدين الاصبحي وعاكف الصلاحي ووضاح الحذيفي وربيع رياض وصلاح القاضي ورائد عادل ومحمد الصبري مجموعة من الأغاني المستلهمة من التراث اللحجي الأصيل، مصحوبة بعزف حي قدّمه نجوم الموسيقى في تعز..
وعبّر الثنائي الكوميدي صقر القدسي وحسين العبسي من خلال "اسكتش كوميدي" عن هموم ومعاناة المواطن اليمني بأسلوب ساخر وواقعي، في لوحة جمعت بين الضحكة والرسالة الاجتماعية.

وقدمت العازفة شموس رسام مقطوعة على آلة البيانو حملت بين أنغامها كثيرًا من الحنين والشفافية، فيما اختُتم المهرجان بتوزيع الجوائز المالية والعينية على الجمهور وتم تكريم ابن حضرموت الغنّاء المخرج حسن باحريش تقديرا لجهوده الابداعية المتميزة
ويأتي هذا الحدث النوعي بوصفه احتفاءً استثنائياً بالقمندان في محافظة تعز، وقد لاقى استحسانًا كبيرًا من قبل المثقفين والفنانين لما يحمله من رمزية وحدوية وثقافية، تعكس أن الفن اليمني إرثٌ مشترك لا ينتمي لجغرافيا بعينها، بل لكل اليمن.
وأكدت الجهات المنظمة أن مهرجان القمندان لن يكون الأخير، بل فاتحة لسلسلة من الفعاليات التي تحتفي برموز الفن والتراث اليمني، ضمن رؤية تسعى لإحياء الموروث الثقافي الأصيل وربطه بوعي الأجيال القادمة.
وبهذا، أثبتت تعز مرة أخرى أنها ستظل حاضنةً للفن والثقافة، ومجتمعًا حيًا لا يتخلى عن رسالته في بناء الوعي والانتماء.