منذ الطفولة نسمع: "اليد الواحدة لا تُصفّق"، وغالبًا ما تُقال لتبرير العجز أو انتظار المجهول. لكن الحقيقة أن كل مبادرة جماعية بدأت بيد واحدة، وبقلب واحد، وبخطوة أولى من شخصٍ لم ينتظر أحدًا.
في مجتمع مثل مجتمعنا اليمني، حيث التحديات كثيرة والموارد محدودة، تغدو قيمة العمل الجماعي ليست ترفًا… بل ضرورة حيوية.
كم من فكرة جميلة اندثرت لأنها لم تجد من يحتضنها؟ وكم من حلم شبابي اختفى لأنه لم يجد بيئة تتشارك معه الطريق بدل أن تراقبه من بعيد؟
لكن في المقابل، كم من حارة تغيّرت، ومدرسة تحسّنت، وعائلة استفادت… لأن مجموعة من الشباب قرروا أن يعملوا سويًا، لا كلٌ في اتجاه.
العمل الجماعي لا يعني أن نتفق في كل شيء، بل أن نُدير اختلافنا بحكمة، نُقسّم المهام بمرونة، نُشجّع بعضنا بصدق، ونحتفل بالإنجاز الصغير قبل الكبير.
وفي اليمن، هناك نماذج حيّة تستحق أن تُروى:
مجموعات شبابية تنظم حملات نظافة، أو دروس تقوية، أو مبادرات صحية، أو خدمات اجتماعية بسيطة، أو حتى مشاريع منزلية ومبادرات بيع وتوصيل على شبكة الإنترنت… لكنها كلها مليئة بالنية الصادقة.
قد لا تكون النتائج دائمًا ضخمة، لكن الأثر حقيقي وعميق: تعود الثقة بين الناس، وتنمو روح التعاون، ويشعر الشاب أنه ليس وحده في وجه الرياح.
ولكي ينجح العمل الجماعي، نحن بحاجة إلى:
شباب يؤمنون بأن الإنجاز يُنسب للفريق لا للفرد.
بيئة تشجّع على المشاركة لا الاحتكار.
لغة تُحفّز لا تُثبّط، وتحتفل بالمحاولة قبل النجاح.
نعم، اليد الواحدة لا تُصفّق… لكنها تُطلق الفكرة، وتدعو غيرها، وتصنع شرارة الإلهام الأولى.
فلا تنتظر أن يبدأ الآخرون.
ابدأ… واصنع حولك دائرة من النور، وسيلتحق بك من يشبهك — من يؤمن، ويحب، ويعمل.