شهدت مدينة تعز، اليوم، تظاهرة حاشدة أمام مبنى السلطة المحلية، للمطالبة بالقبض على قاتل الطفل مرسال عيدروس ومحاسبته، بعد أن أرداه قتيلاً بدم بارد إثر تدخله لفض شجار بين أطفال.
وأكد المتظاهرون أن صمت الأجهزة الأمنية وفوضى السلاح شجّعا على تكرار مثل هذه الجرائم، مرددين هتافات تطالب بالعدالة وسرعة القبض على القاتل.
وأثار مقتل الطفل مرسال عيدروس الزبيري (14 عامًا)، مساء الاثنين 13 مايو، برصاص مسلح في حارة «الدار» بحي بيرباشا وسط مدينة تعز، موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية، وسط مطالبات عاجلة من الأهالي والنشطاء بمحاسبة القاتل وتفعيل إجراءات العدالة.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان تحدّثوا لـ"النداء"، فإن الجريمة وقعت على خلفية شجار بسيط بين أطفال حول لعبة بلياردو، تطور لاحقًا بعد حضور مسلح يُدعى (ك.ف.ش) فرحان الشرعبي، برفقة شخصين، إلى المكان.
وخلال مشادة كلامية مع مجموعة من الأطفال، وجّه المسلح سلاحه نحو مرسال وأطلق عليه النار مباشرة، على الرغم من توسلات الضحية، بحسب الشهود، الذين أكدوا أنه قال قبل مقتله: «لا تقتلناش».
وقد أُصيب الطفل برصاصة قاتلة في الصدر أمام منزله، وتم نقله إلى أحد المستشفيات، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
وعقب الحادثة، خرج عشرات المواطنين في احتجاجات غاضبة وسط مدينة تعز، مرددين شعارات تطالب بالقصاص العادل، ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: «لا تقتلناش» و«نريد دولة لا عصابة».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع الحادثة، وشارك صحفيون وناشطون حقوقيون في حملات تطالب بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأعلنت الأجهزة الأمنية أنها تحقق في الجريمة، وذكرت أن المتهم الرئيسي لا يزال فارًا من وجه العدالة، وقد صدرت أوامر قبض قهري بحقه، فيما تم توقيف ثلاثة من مرافقيه، بحسب بيان للنيابة العامة.
مطالبات بالعدالة
ندّد حقوقيون ونشطاء بالتقصير الأمني، محمّلين السلطات مسؤولية التقاعس في الحد من انتشار السلاح المنفلت. وأكدوا أن هذه الجريمة تعكس واقعًا أمنيًا خطيرًا بات يهدد أرواح المدنيين، ولا سيما الأطفال.
وطالبت عائلة الطفل مرسال بملاحقة القاتل قانونيًا، داعية كل الجهات القضائية والمنظمات الحقوقية إلى التضامن معها، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.