عدن: بديع سلطان - عبدالله قائد
واصلت نساء مدينة عدن تصعيدهنّ الميداني عبر تظاهرة احتجاجية جديدة نُظمت مساء اليوم الجمعة، في إطار حراك نسوي متصاعد يطالب بتحسين الخدمات الأساسية ووقف التدهور المعيشي. وتُعد هذه التظاهرة الثانية خلال أسبوع، بعد أن لاقت التظاهرة الأولى التي أُقيمت السبت الماضي صدى إعلامياً واسعاً.
وشهدت تظاهرة اليوم، التي أقيمت في ساحة العروض بمديرية خورمكسر، مشاركة نسوية أكبر من سابقتها، بعد أن جرى الإعداد لها بشكل منظم، والحصول على التصاريح اللازمة من اللجنة الأمنية العليا بمحافظة عدن.
وجددت المشاركات في التظاهرة مطالبهنّ بتحسين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه، وتطوير قطاع التعليم، وصرف المرتبات بصورة منتظمة، وإعادة هيكلتها، بالإضافة إلى معالجة تدهور سعر صرف العملة المحلية، والذي تسبب في ارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية الأساسية.
كما رددت المتظاهرات هتافات مناوئة للحكومة المعترف بها، وأخرى تطال المجلس الانتقالي الجنوبي، متهمات الطرفين بالمسؤولية عن التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والخدمية بعدن.
وردّدت المحتجات هتافات غاضبة تطالب السلطات بتأمين الحقوق الأساسية، ومن بين الهتافات: "الشعب يريد حياة كريمة"، و"الشعب يريد الكهرباء والماء".
وأظهر مقطع فيديو من موقع الوقفة، امرأة محتجة تقول: "نحن خرجنا ولدينا مطالب.. نحن نعيش في عدن مظلومين.. شعب يأكل من الزبالة.. لا توجد أبسط مقومات الحياة.. لا شيء عندنا"، ثم رفعت بيدها قرص روتي وأضافت: "تخيّلوا أن هذا القرص وصل سعره إلى مئة وعشرين ريالًا.. والخدمات كلها معدومة".
وحظيت التظاهرة بتغطية موسعة من وسائل إعلام محلية وعربية، سلطت الضوء على تدهور الخدمات في المدينة المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وفي السياق ذاته، يُنتظر تنظيم تظاهرة مماثلة خاصة بالرجال غدًا السبت في عدن، وسط توقعات بمشاركة واسعة، وذلك استكمالًا للزخم الشعبي الذي أطلقته "ثورة النسوان" السبت الماضي.
وحصلت التظاهرتان، النسائية والرجالية، على التصاريح الأمنية بشكل متزامن، عقب قرار اللجنة الأمنية بالمحافظة وإدارة أمن عدن بمنع أي فعاليات احتجاجية دون موافقات رسمية مسبقة.
وامتد تأثير التظاهرات إلى محافظتي لحج وأبين، حيث تعتزم نساء المحافظتين تنظيم وقفات احتجاجية غدًا السبت في مدينة الحوطة بلحج، ومدينة زنجبار بأبين، على غرار الحراك النسوي في عدن.
وأكدت المشاركات المرتقبات في لحج وأبين أن مطالبهنّ تتركز على تحسين خدمات الكهرباء والمياه، وضمان انتظام صرف المرتبات، مشددات على سلمية تحركاتهنّ وخلوها من أي انتماءات أو حسابات سياسية او حزبية.
