صنعاء 19C امطار خفيفة

‏كل الأطراف اليمنية مسؤولة وجميعها تخون شعبها!

هل يعتقد أي طرف يمني حين يقول بأن الطرف الآخر لا يريد السلام، بأنه قد أخلى مسؤوليته؟

 
أبدًا، بل تكون -والخطاب موجه لكل الأطراف وبدرجة متساوية- قد أكدت مسؤوليتك في عرقلة أي حل سلمي لأنك أصلًا يا حبيبي لم تخبرنا متى رفض الطرف الآخر السلام، حتى تحمله المسؤولية، بل متى مددت أنت يدك إلى السلام، حتى تتخلى عن مسؤوليتك باتهام الآخر!
 
انظر إلى ملف الأسرى مثلًا أو المرتبات والحلول الاقتصادية، فأنت تكتفي بالقول إن الطرف الآخر هو من رفض، ولكنك لم تقدم أي دليل واحد بأنه من رفض، وإذا رفض فما هي شروطه للموافقة؟
 
كل هذه الأسئلة لا تعمل أي شيء من جانبك للإجابة عليها، ولتوضح للرأي العام نقاط الاتفاق والخلاف، وفي أي مكان اتفقتم وأين اختلفتم. كل هذا يبقى باستمرار غامضًا للناس، وبصورة متعمدة، ولا تعمل أنت أي شيء من جانبك لوضعهم في كامل الصورة.
 
خذ مثالًا آخر، وهو ما سميتموه خارطة الطريق، فأنت تقول بأنها جاهزة، ولكن الطرف الآخر هو من عرقلها أو جمدها، ولكن هل أخبرتنا في أي يوم من الأيام بأنك قد وقعت عليها وبدأت بتنفيذها، ورفض الطرف الآخر التوقيع عليها؟
وإذا لم، فلماذا لم توقع عليها أنت حتى الآن طالما وأنت موافق عليها، على الأقل لتحرج الآخر، ولتكشف للناس من هو المعرقل الفعلي لتنفيذها بالضبط؟
لم أسمعك في أي يوم من الأيام وأنت تشيد بخارطة الطريق أو ترحب بها، ولم تعمل من جانبك شيئًا لتوضح بنودها، بل لم يسمع اليمنيون عنها في بداية الأمر إلا من المبعوث الأممي، وكل هذا يفهم للناس بوضوح أنك أصلًا لست متحمسًا لها، ولا تريدها، وتنتظر من الطرف الآخر إبطالها، ولا تعمل شيئًا لتنفيذها من طرفك، أو لحشد الناس من جانبك لأجلها، أو لدفع الآخر لتنفيذها.
 
الخطاب للأطراف جميعًا، فهي على درجة واحدة في هذا الأمر، والجميع لا يعمل أية خطوة جدية للسلام، ولا حتى للحرب، ما يعني أن الجميع يريدون تكريس الأمر الواقع في التقسيم وعدم الوصول إلى أي حل سلمي أو عسكري.
 
افشوا السلام الداخلي بينكم أيها اليمنيون، فهذه هي سفينة النجاة للجميع.
وبدون ذلك تبقى حالة اللاحرب واللاسلم، هي الخطر الفعلي على اليمن واليمنيين، ولكن هذه المرة عليكم أنتم قبل غيركم أيها الأطراف المتحاربة. وإذا كان من عبرة من أحداث سوريا فهي حالة اللاحرب واللاسلم قبل تحرك الجولاني وغرفة عملياته الأجنبية، وها هي حالة اللاحرب واللاسلم تنفجر في وجوه الجميع في ليبيا من جديد، بعد أن عرقلت كل الأطراف أي توجه للحسم في طرابلس، مثل ما عرقلت كل الأطراف التوجه للسلم عبر الانتخابات الرئاسية تحديدًا.
‏وإن غدًا لناظره قريب.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً