صنعاء 19C امطار خفيفة

اختراق عقائدي، وليس اختراقًا أمنيًّا؛ كيف كشفت إسرئيل هشاشة النظام الإيراني؟

ستُدرَس الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل في أكاديميات الحرب العليا المرموقة على أنها الحرب الأشد ذكاءً في تاريخ الحروب.

 

الحقيقة أن إسرائيل عدو مجرم، لكنه على قدر عالٍ من الكفاءة في إدارة حروبه. هذه مسلّمة لا ينكرها إلا شخص معطوب في قدراته العقلية.
ينبهنا التاريخ أن الحركات الشيعية والباطنية، لا سيما الاثني عشرية، تشبه سور الصين العظيم: محصنٌ جدًّا ويصعب اختراقه من خارجه، لكن دومًا يتم اختراقه من الداخل إذا استفحل الفساد والقسوة في حكم الإمبراطور.
كذلك، لا يسجل التاريخ حربًا استطاع فيها العدو قتل معظم وأهم جنرالات الخصم النووي قبل بدء المعركة، وكذلك أهم علماء برنامجه النووي.
وليس هذا وحسب؛ بل استمر استهدا ف كبار القادة وعلماء البرنامج النووي حتى اليوم الأخير من الحرب.
لم تكن الصواريخ ولا الطائرات المسيّرة هي الحدث الأبرز، بل ما كشفته العمليات الاستخباراتية من هشاشة داخل المنظومة الأمنية والعقائدية الإيرانية.
استطاعت إسرائيل أن تخترق العمق الإيراني، ليس فقط عبر الأقمار الصناعية أو العملاء الخارجيين، بل من خلال شبكات داخلية متفانية في مواقع حساسة داخل المنظومة العقائدية المغلقة.
كانت فضيحة استخباراتية مدوية، وصل مداها إلى ضرب إيران من داخلها بمسيّرات صُنعت محليًّا.
وهذا لا يدل على قدرة إسرائيل على تفكيك الولاء العقائدي داخل المؤسسات الإيرانية وتحويل بعض عناصرها إلى أدوات استخبارية فاعلة فحسب، بل أيضًا يُنوه إلى حجم التفسخ العقائدي لهذا النظام.

الحرب الإيرانية الاسرائيلية( منصات التواصل)
الحرب الأخيرة أظهرت أن إسرائيل لا تعتمد فقط على القوّة النارية والقدرة الاستخباراتية، بل أيضًا على "حرب العقول".
استخدام تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والعمليات السيبرانية، ترافق مع تجنيد عناصر ميدانية على الأرض، مكّن الموساد من تنفيذ ضربات دقيقة من الداخل الإيراني.
وفي المقابل، ظهرت إيران عاجزة عن ضبط إيقاع أجهزتها الأمنية المتعددة، بل ظهرت متخبطة في رواياتها؛ تارة تتحدث عن "تخريب داخلي"، وتارة عن "خيانة"، مما يعكس ارتباكًا أمنيًّا داخليًّا وتآكلًا في الولاء.
الحقيقة إن أخطر ما في الحرب الأخيرة لم يكن في ما حدث على الأرض، بل في ما كُشف من داخلها: صراع عقائدي صامت بدأ يتسلل إلى عمق الدولة الإيرانية، قد يكون بداية النهاية لنظام الولي الفقيه.
لكن الحقيقة الأهم هي أن انهيار إيران من الداخل سيكون يقينًا كارثة متعددة الأبعاد، ليس على الشعب الإيراني فحسب، بل على الإقليم والعالم.
فوضى عنقودية!

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً