صنعاء 19C امطار خفيفة

للغيضة عودة بعد سنين من الغياب

تعد مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، إحدى حسناوات الوطن، بما فيها من مكونات كثيرة جعلتها هكذا في نظر الكثير ممن يحالفهم الحظ دومًا لزياراتها المتكررة.

 
هذه المدينة في نظري تختلف عن كل المدن، وهذا الاختلاف هو اختلاف مفرح وإيجابي، أي أن التطوير الذي يطالها في تصاعد ملحوظ، فمن زيارة لأخرى نرى الغيضة قد تحسنت بشيء جديد غير الذي شاهدته في زيارتك المرة الأولى.
شيء يبهرك من الوهلة الأولى، ويحيط بكل أفكارك للنظر إليه مليًا، حتى إنه سرعان ما تذهب بك هذه الأفكار للمقارنة بين ما لديك في محافظتك وما أمامك من مشاهد آسرة ومفرحة للقلوب.
الغيضة حاليًا تغيرت كثيرًا، وتغيرت في أشياء كثيرة، وهذا التغير للأمانة أنه للأحسن وللأفضل.
ومسألة التطوير والتطور الذي يحدث في الغيضة، هو نتاج لما تقوم به السلطات المحلية بالمحافظة من جهد ومتابعة، فهي أي السلطة المحلية بالمحافظة، وضعت نصب عينيها وكل تفكيرها في تطوير العاصمة وكل المدن الرئيسية بالمحافظة، إلا أن التركيز للغيضة وهي تستحق، فهي العاصمة، وهي واجهة المحافظة.
 الكاتب من داخل بوابة المجمع الحكومية بالغيضه
الغيضة ليست الغيضة التي كانت قبل عقد من الزمن، وحتى إن أردنا القول إنها تتغير من عام لعام ومن شهر لآخر، وهذا ما عرفناه من خلال أحاديثنا مع كثير من أبناء الغيضة، في زيارتنا الأخيرة لها.
كذلك ما رأيناه بأم أعيننا من تطور ملحوظ جعلنا نرفع الأيدي بالدعاء في أن يحذو الإخوة في السلطة المحلية بحضرموت حذو الإخوة في المهرة.
شخصيًا أبهرتني الغيضة هذه المرة بذلك العمران والتشييد والبناء، وبتلك المناظر الخلابة في كل شيء، من شوارع واسعة ونظيفة، والتشجير الذي أعطاها جمالًا فوق ما بها من جمال، كل ما في الغيضة يدعوك للانبهار والتعجب والفرح، فهي بدت لي في هذه الزيارة أنها تنافس بقوه لأن تكون من أفضل مدن الوطن.
لأ أنكر أني من عشاق الترحال والتنقل من مدينة إلى أخرى، لكن الوضع الحالي الذي نمر به وقف بالمرصاد، ليس لي وحدي، بل لكثير مثلي ممن يحبون ويعشقون الترحال بين المدن لغرض التعرف عليها، وأيضًا لغرض الترويح عن النفس من الهموم والمنغصات.
وحاليًا الأغلب توقفوا توقفًا اضطراريًا بفعل ما نمر به من وضع محبط و مأساوي للغاية.
الغيضة لنا فيها أحباب وأشخاص ارتبطنا معهم بعلاقات أخوية، ولنا فيها ذكريات جميلة محال أن يمحوها الوقت مهما حصل.
الغيضة في ما مضى كنت كثير التردد عليها، تحديدًا قبل سنوات خلت.
اليوم سنحت لنا الفرصة للعودة للغيضة مجددًا، وها أنا فيها وبين أهاليها الأعزاء الكرام.
وحتى أوضح لكم بداية هذا التطور الذي حظيت به المهره عمومًا، والغيضة على وجه الخصوص، أتذكر قصيدة جميلة ورائعة لشاعرنا المشقاصي سالم بن عمرو الغرابي الملقب بالعكر.
فالشاعر العكر سنحت له الفرصة لزيارة المهرة، وفاتنتها الغيضة، فصاغ قصيدته الآتية يشرح فيها بعض مسار رحلة، مع تفنيده واستعراضه للعمل الجبار، ألا وهي الطريق الحديثة في ذلك الوقت، الممتدة من سحيوت غربًا وحتى الغيضة شرقًا.
إذ يقول:
رحلة سياحية لياليها شهر
جميلها باقي على طول العمار
الجو والمنظر يسر القلب سر
والنور خيم ع المزارع والديار
قصوا شناب الرمل وقرون الحسر
والمرحلة صعبة بغت قوة وبار
وطووا جبل شروين لي رأسه قور
هجموا على فرتك ووقع ع القرار
وحكاية الاتفاق مليانة عبر
حافظ على النعمة وحسن الاختيار
لا دخلتها تذكر زمانك لي عبر
وتقول ياريت الزمن من سمح دار
ومواطن الديرة تعوض وانتصر
وسفينة الدنيا دار الاختبار
أهل الحكم والمعقلية والبصر
 جابوا حبوب اللول من قلب البحار
لا معجبك الميدمة هو والنمر
سافر مع الرويشان وإخوانه الصغار
خلي عدوك قال شاعر ينتحر
لا وصلت في ساعات ودقائق قصار
نشطون ميناء في ملامحها حور
وضبوت ومحيفيف مفتاح الحوار
ومدينة الغيضة مباسمها درر
ومناخها طيب ومرساها شوار
كلما تلاقينا على كف القدر
قلنا عسى عودة مع الناس الخيار
للمعلومة أن القصيدة قيلت في 2007م، ما يعني أنه مضى عليها ما يقارب العقدين من الزمن.
الفترة ليست بالبسيطة، وكل هذه الأعوام لم تمر على الإخوة في المهرة مرور الكرام، بل إنها شهدت نهوضًا كبيرًا، وفي أكثر من مجال، ولنا في ذلك استحداث جامعة المهرة، كذلك هو الحال في مجالات كثيرة من التطور والازدهار الذي حصلت عليه المهرة وأهل المهرة.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً