في كل نازلة ماحقة في المحيط..
نتذكرها ونضع أيادينا على القلوب..
أم الدنيا.. وكنانة الله في أرضه..
ستبقى شامخة ومرفوعة الرأس ما بقي النيل.. وما بقيت الأهرام..
مصر الرائدة.. عزيزة كريمة..
لا تسقط في الوحل..
ولا تقع في الفخ..
لا تصطادها الكمائن.. ولا تفت في عضدها أو تنال منها المصائب والمكائد والضغائن.. لجلال قدرها وثقلها الحضاري والتاريخي..
وعلى عبقرية إنسانها..
وفرادة مكانها..
وعلى سمو مكانتها نراهن..
مصر الأبية.. تحرسها عين الله..
وبعنايته تمضي قدمًا.. قد تتعثر الخطى.. قد تتلكأ لسبب أو لآخر..
قد تتريث لبعض وقت في المسير..
تنصب لها الأشراك.. تعتور مشيها الحفر والأخاديد.. فتتأنى لتتحاشى
ثم تعبر وتتجاوز كل المعوقات..
هي في أمة تتزيا وتتمتع ببعد نظر.. وتمتاز بسلامة الرؤى..
وحكمة التصرف..
إن طرأ تشوش أو تصرف غير لائق،
في لحظة أو أخرى، فمن باب النادر.. والنادر لا حكم له..
مصر المحروسة.. تحفها العناية الإلهية.. وتفديها المهج..
ترتكن لإرث عقدي وتاريخي وفكري تنويري وثقافي وأدبي واجتماعي،
ناهيك عن موقع جيوسياسي،
يمدها بزخم فاعل لا ينضب..
ويؤهلها للمضي قدمًا واثقة الخطى..
مصر رمانة ميزان إقليمي وعالمي..
ونبض قلب العروبة والإسلام..
لا تفل حدها الأحداث الجسام..
ولا تخمد أنفاسها الزوابع ولا الأعاصير.. أو الرياح الهوج..
لا الحروب ولا الكوارث.. وإن تضافرت واستحكمت الحلقات..
فهي في كل مرة تنجو وتنتفض كطائر الفينيق من تحت الرماد..
مصر المحروسة.. كنانة الله في أرضه.. وأحب البلاد إلى قلوبنا..
ينبوع فيض وخير ونماء..
خصوبة تربتها.. وطيبة أرضها..
ونبوغ شعبها الحكيم.. وقوة شكيمة جيشها العظيم..
أهم مواردها الزاخرة بالمدد وبالعطاء الذي لا ينضب..
أما بعد..
فهذا ملمح يسير من ملامح مهوى أفئدتنا ودوحة فيئنا ومصدر عزنا وشمس معارفنا..
مصر العزيزة الملهمة..
لأجل ذلك، فالحب والود لمصر المباركة سيظل لازمة وفاء.. ودينًا في الرقاب..
وتعيشي يا مصر..