تعرضت الناشطتان الحقوقيتان، عفراء الحريري، ومها عوض، للاعتقال وحجز حريتهما لفترة ليست بالوجيزة، داخل حوش شرطة المعلا بمدينة عدن، يوم أمس السبت.
وكانت الحريري وعوض في طريقهما إلى المشاركة في التظاهرة الاحتجاجية التي تنظمها نساء وحرائر عدن، تحت مسمى "ثورة النسوان"؛ للمطالبة بالخدمات العامة، حين اعترض طريقهما "طقم عسكري" اقتادهما برفقة مجموعة من النساء إلى حوش شرطة المعلا.
وقالت الحقوقية والمحامية عفراء الحريري، في مقالٍ تحدثت فيه عن تفاصيل الحادثة، إن الطقم العسكري اقتادها برفقة الناشطة مها عوض وعدد من النساء المتظاهرات إلى حوش شرطة المعلا، دون أن يفصح قائد الطقم وجنوده عن سبب اقتيادهن.
وواصلت: بمجرد وصولنا إلى مقر شرطة المعلا، وإذا بصوت يقول: "هذه السيارة التي توزع اليافطات.. احتجزوها"، وتتابع: "التفتتُ إلى مصدر الصوت لأجد صاحبه مدير شرطة المعلا شخصيًا، الذي أعطى أوامره بإدخال سيارتنا إلى الحوش وإغلاق البوابة الكبيرة.
وكشفت الحريري أن تواصلها هي ومها عوض مع مدير أمن عدن، والمحافظ أحمد لملس، أدى إلى الإفراج عنهما بعد مرور ساعة كاملة من الاحتجاز غير المبرر، مستغربةً من نشر إدارة الأمن خبرًا ينفي ما تعرضت له هي ورفيقاتها من المحتجات.
وأشارت الحريري إلى أن عملية الاقتياد تمت بـ"عنجهية" واستخدام أساليب فظة في التعامل مع القياديات الناشطات، وعدم اعتراف بمكانة النساء المناضلات اللاتي قضينّ زهرة حياتهنّ في الساحات للمطالبة بالحقوق والحريات لكل الجنوبيين.
ووصفت الناشطة الحقوقية ما تعيشه مدينة عدن اليوم من أساليب قمع وسلوكيات أمنية بحق المتظاهرين بأنه "أسوأ من الممارسات التي شهدتها عدن خلال فترة حكم عفاش"، بحسب تعبيرها.
وتساءلت: "ماذا فعلتُ وصديقتي ليحدث لي كل هذا؟" ونحن نحمل آلامنا وآلامهم وآلامهنّ"، كاشفةً عن أن محافظ عدن أحمد لملس سمح خلال لقائه بنساءٍ قياديات -كانت هي بينهنّ- بالتظاهر والاحتجاج، رغم منع اللجنة الأمنية العليا للمظاهرات.
وجددت الحريري تساؤلها: "استطعنا أنا وصديقتي أن نخرج من حوش الشرطة عبر تواصلنا مع المسؤولين والمحافظ ومدير الأمن، فماذا سيحدث لو كانت بدلًا عنا نساء غيرنا، مطحونات، بسيطات، لا يعرفنّ المسؤولين؟"، مؤكدةً أن هؤلاء النساء البسيطات سيكون مصيرهنّ التنقل عبر غياهب السجون، "لكننا لن نتركهنّ"، تقول الحريري.
وأضافت أن الغرض من كل تلك الممارسات القمعية، إرغامنا على تذوق الرعب والمهانة والمذلة، في مكان اسمه عدن يجب أن تموت فيه النساء كل يوم؛ بسبب انعدام الخدمات الأساسية.
يشار إلى أن نساء عدن وحرائرها يواصلنّ احتجاجاتهنّ المُطالبة بتوفير الخدمات الأساسية، كالكهرباء، الماء، المرتبات، استئناف التعليم، وكبح جماح تدهور العملة المحلية وانعكاساتها على ارتفاع أسعار الخدمات، وسط منع أمني للتظاهر في عدن.