صعدة 2007: تهافت إقليمي

صعدة 2007: تهافت إقليمي

- محمد العلائي
حروب صعدة جاءت تتالياً. وهي إلى ذلك زامنت الرعيل الأول من الحروب الطائفية المنبثقة كتجلٍ لسقوط نظام نمَّا من جملة ما نما، انتفاخاً مذهبياً بلبوس سياسية، بطريقة ما، راحت تطفر، من مغلفاتها الوطنية المموهة، فرق، أقلوية شيعية تحديداً، كانت إلى مطلع 2004، منضوية، بلفافة وعي وطني واجتماعي، ينامي وعياً ايديولوجياً، متأصلاً. تقضي تعاليمه بأحقية سلالة أحادية بذاتها في الحكم، بوصفه، هذا الحق، إلهياً، وتاريخياً، انتزع، ذات حين، غصباً.
على أن بزوغ الحس الطائفي، الرعونة الطائفية من ثم، زامن هو الآخر، تقزماً، تلاشياً بعد ذلك، للتعبير القومي، لجهة الحديث عن تماسك البنية الوطنية القطرية.
لوهلة، بدت الحالة الانقسامية ضروسة، كما وآخذة في التشذر المتهافت. ولو سلم قطر آخر، لم يكن، لحيثيات معماره الاجتماعي والمذهبي، ليسلم بلد كاليمن، بالمطلق.
مبهمة، هي حقاً، المفاعيل القبلية لحرب صعدة الأولى وإن كانت ليست إلى درجة متناهية الغموض في الأقل، لأن امشاجاً معطياتية ضئيلة، وافتنا بها أقنية غير رسمية تماماً، زائداً الحكي الشعبي الشفاهي المتبادل.
بالطبع اصطبغت، حكايات، من قبيل: من باغت بفتح النار قبلاً، ولم افترق الحلفاء بأقل قدر من الضجيج، بالنسج الشعبي الفلكلوري على الأرجح.
ولئن مكن الرأي العام اليمني، إن وجد فعلاً، وبتقتير شديد، من مطالعة نزر شحيح من مفرزات معارك الحرب الأولى 2004م المقفلة، سنتئذ بمقتل حسين بدر الدين الحوثي، فإنه ولدواعِ ليست حصيفة، كما نرى، لا يجد حيال الحرب الثالثة فضلاً عن الثانية حتى نواة حقائقية، يعتمدها كجذر لبناء مخيالي متماسك وتلبي حاجته للفهم.
إذن فقر معلوماتي، بمقابل سيولة شتائم ونعوت مجازية خشنة، كما وشاسعة البذاءة أحياناً.
مثلاً، والحال هكذا، لم يشأ طرفا التواجه، التخلي عن الهجس الاقليمي اللامبني على عدة معطيات شفيفة.
طرف الحوثي ومنذ الشعار، يومي بشكل ما إلى كون فضاء الحروب متسع بما يكفي، لنعته بالأقليمي، وابعد من ذلك العالمي.
«الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل»، جملة رومانسية عنفية ومتلبسة برداء هتافي، متأت من جنوب لبنان، وحوزات قم.
الشعار، علاوة على ما سبق، محشو بجهوزية اعتبار رافعيه امتدادات طرفية لسجال إقليمي خيطاه: ايران وأمريكا. والأخيرة، متمثل مخلص للسياسة الاسرائيلية.
طرف الدولة أضرم فكرة اقليمية الحرب. وناءت بهذه الاتهامية اطراف لم تكن إبان الحربين الاولى والثانية، في حسبان التراشق الاتهامي: ليبيا، حزب الله، المرجعية الشيعية في العراق.
يكاد، للتذكير ربما، لا يفوت الرئيس علي عبدالله صالح، متناً خطابياً له دون ان يلوح إيماءً بكيانات دولية تأتي إيران على رأسها.
الحال، كما نظن، ان كلا الطرفين مسنود بكيانات دولية واقليمية.
الطرف الأول (الحوثيين) يتلقف إسنادات ان لم تكن تسليحية أو تمويلية فهي سياسية موقفية والطرف الثاني، بالتالي، لا يرقى شك إلى أنه، بالفعل، افلح، دبلوماسياً، في اجتذاب اقطاب دولية جوارية، وعالمية.