مجرد فكرة.. عندما تُنتقد المهنية

مجرد فكرة.. عندما تُنتقد المهنية - أحمد الظامري

هناك خلط من البعض بين كون وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» مؤسسة إعلامية رسمية وبين ما ينبغي أن تلعبه من دور مهني مكمل للدور الذي تلعبه مختلف وسائل الإعلام الرسمية أو حتى الحزبية والأهلية، كسلطة رابعة ترصد مكامن القصور إن وجدت هنا أو هناك، أو تمارس نقداً تجاه خلل يحدث في أي مكان يستظل فيه فاسد أو مسؤول متقاعس. وأتصور أن من لا يعي هذه الحقيقة عليه أن ينزع كل المواد النقدية من جميع الصحف لتتفرغ لنشر اخبار من نوعية: غادر فلان، وعاد زيد. وهذا الـ«زيد» بطبيعة الحال لا علاقة له بفيلم «غزل البنات» واغنية «ان جاء زيد او حضر عمرو، طب واحنا ما لنا إن شاء الله ما حضروا!».
وبعقلية مدركة للحساسية التي تنتاب بعض المسؤولين الذين يطالهم جزء من نقد بعض التقارير التي تبثها احياناً وكالة «سبأ» لانهم يفهمون الصفة الرسمية للوكالة مرادفاً لغض الطرف، والتلميع فقط، لا أجد العذر لصاحب قلم «يعيب» على الوكالة ورئيسها نصر طه تبنيه للمهنية وإفساح المجال أمام الصحفيين لتناول أي موضوع بعيداً عن الوصاية على كل حرف يمكن أن يكتب وبعيداً عن الانجرار لتحويل الوكالة لثكنة عسكرية.
وحقيقة ينتابني نوع من الحيرة عندما أقرأ من حين لآخر وخاصة في الفترة الأخيرة، بعض الأسطر الناقدة للوكالة ومنتسبيها وهم زملاء نعرفهم على قدر من الوطنية والمهنية في آن واحد. ومكمن الحيرة هي الاسطر المفخخة التي تبثها الوكالة والأخبار السيئة التي تصدر عنها؛ فهل هناك في العرف الاعلامي خبر سيء وآخر جيد؟! انا شخصياً ارى مثلاِ ان نوم فقير دون ان يتناول طعام عشائه خبر سيئ ورصف طريق بصورة غير مطابقة للمواصفات خبر اسوأ منه لأنه سيودي بحياة اشخاص سيمرون على هذا الطريق، وخسارة المنتخب اليمني خبر سيء... فهل تمتنع الوكالة عن بث أخبار من هذه العينة مثلاً؟!
المشكلة الحقيقية التي وقع فيها الاستاذ نصر طه قبوله أن يجمع بين كونه رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة إعلامية رسمية حساسة وبين كونه نقيباً للصحفيين. وهذا الأمر يجعله بين مطرقة الدفاع عن حقوق زملائه المهنية وبين سندان عدم إستيعاب زملائه لطبيعة عمله الرسمي في الوكالة. وهذا الأمر ينعكس في صورة «دقوق» في بعض المطبوعات أو «حشوش» في بعض المقايل، ومن من أناس رسميين أيضاً ومن حزب واحد.
 
***
 
بعد أيام قلائل سيضاف إلى جديد الصحافة اليمنية مطبوعة «السياسية»، التي ستطرح في الأسواق بثوب قشيب ومختلف- أعرف أن المنافسة ستكون شرسة لكن الحكم دائماً للقارئ.
aldameryMail