البحث عن الوقود من المحاصيل

البحث عن الوقود من المحاصيل

يقول دعاة الوقود الحيوي انه عما قريب قد تسير المركبات بالذرة، وتولد الكهرباء من السكر ونحصل على الطاقة من زيت النخيل. إلا أن بعض الخبراء يحذرون من أنه قد يؤدي إلى معاناة كثير من البشر الجوع بسبب ارتفاع اسعار الطعام.
وبالرغم من أن طفرة ا لوقود الحيوي في بدايتها، إلا أنها رفعت تكلفة الحبوب في بعض المناطق مثل المكسيك، التي خرجت فيها مظاهرات احتجاجاً على ارتفاع اسعار الخبز المحلي.
ويتنبأ بعض الخبراء بتغيير دائم في اقتصاديات الغذاء اذا حصل المزارعون على أرباح من المحاصيل التي ستخصص للوقود أعلى من تلك التي يحصلون عليها إذا ما زرعوا محاصيل لإطعام البشر.
وطبقاً لمراجعة في 2006م فإن قرابة (824) مليون نسمة في العالم النامي عانوا جوعاً مزمناً في 2003، وغالبيتهم جنوب الصحراء الإفريقية وفي جنوب آسيا. ومع انخفاض موارد الشركات الغربية من النفط وارتفاع اسعاره إلى قرابة ثلاثة أمثاله منذ بداية 2002 لأعلى من (60) دولاراً للبرميل، فإن استخدام الوقود الحيوي على نطاق واسع بدا هدفاً يمكن الوصول إليه.
وتبحث الحكومات وشركات النفط عن موارد وقود بديلة، وأعلن الرئيس الامريكي بوش صراحة انه يؤيد تحولاً مهماً نحو الوقود الحيوي.
ويرفع مزارعون في الولايات المتحدة إنتاجهم من الذرة التي تعتبر «مادة خام» مربحة لإنتاج الوقود الحيوي.
وتسبب الطلب المتزايد على الإيثانول الذي يُستخرج من محاصيل مثل الذرة وقصب السكر، في رفع اسعار الذرة إلى أعلى مستوياتها في السنوات العشر الماضية.
وحسب ما جاء في «رويترز» فإن المكسيكيين يشعرون بتأثر من ذلك، فقد اشترك الآلاف في مظاهرات في يناير عندما ارتفعت اسعار الخبز المحلي إلى ثلاثة أمثال السعر السابق (15) بيزو (1.36) دولار للكيلو جرام. وينتج كيلو جرام الذرة حوالى (35) من أقراص التوريتا الرقيقة التي تعتبر غذاء شعب المكسيك.
ليست الولايات المتحدة والبرازيل، أكبر منتجين للوقود الحيوي في العالم، الوحيدتين اللتين انضمتا لركب الوقود الجديد، فقد لحقت بهما الصين وهي الآن الدولة الرابعة في انتاج الوقود الحيوي.
وتتزايد الضغوط لتحويل الأراضي المزروعة من المحاصيل الغذائية إلى محاصيل الوقود بسبب زيادة ا لطلب على الوقود الحيوي، وهو ما سيساهم في رفع الأسعار. ويرى العديد من العلماء والاقتصاديين أن الصين والهند ليس لديهما مياه كافية لزيادة انتاج المحصول الحيوي سواء للأعلاف أو لغرض الوقود.
وربما تتسبب طفرة الوقود الحيوي في تغيير سياسات اغاثة المنكوبين أيضاً. وستكون الأماكن مثل بنجلادش وافريقيا الوسطى وارتيريا واثيوبيا وكوربا الشمالية هي أول من يقاسي العواقب.