تنهيدة الرماد

تنهيدة الرماد - محمد عبدالسلام منصور

* (مهداه إلى الصديق أحمد قاسم دماج)
إنسكب في المدامع مستسلماً للجنون
الطريق الوحيد إلى الفرح، الحزن
كل السعادة، قد غادرت روحك الآن
فاخلد إلى ملكوت البكاء
انتحب صامتاً وتشرد وحيداً مع الريح
إن المدامع معراج روحك
فاصعد إلى قمة الحزن غيماً شفيف الأسى
وانسكب في المدامع مستسلماً للجنون
........
........
زَهرَةُ الحُبِّ مُطْفَأَةٌ
فَاشتعَل أَنتَ
كُن حَطَباً وتَلاشىَ معَ الجمرِ مُتَّئِداً
وتَرَمَّدْ كَمَا شَاءَتِ النَّارُ
وَارْحَل علَى شَفَةِ الرِّيحِ
تَنَهيدةً من رماد
يُرَِّددُها حُزنُ عصفورة شجناً قُرمُزياً
على سور صنعاء يبكي
فتبكي المدينة
هيا انسكب في المدامع مستسلماً للجنون
..........
..........
ياقوتة الروح مطفاةُ النورِ
تَغزِل من عطرها كفناً
أخذوها إلى شارع الموت؛ فالتمع العطر عوسجة
إن شممت الأسى، أو تعطرت بالضوءِ
صلِّ على قبرها
اقرأ لها سورة من صفاء الدموع
ورش على روحها ذكريات الهوى
غنِّ لا تنتحبْ
وانسكب في المدامع مستسلماً للجنون
............
............
شمعة الروح مطفأة
ذرفت ما تبقي من الدمع وانطفأت فجأة
أجهش البيتُ وانتحب الشمعدان
لو سألت المرايا التي ارتشفت ضوءها
أو سألت الأساور
كم رددت للهوى قصصاً عن هواك
وكم كتمت عنك أحزانها
ربما حدثتك الأرائك عن شوقها
أو حكاية أرجوحة لطفولتها لم تجدها
فألقت على خدها دمعة تتأرجح
باسمة القلب، ملمومة الحزن
هيَّا انسكب في المدامع مستسلماً للجنون
..............
..............
كيف في غمضة أطفأ البيت أفراحه؟
صار ذكرى
وشاهدة للأماني العصية
يا أيها الشجن اليمني الممزق
نُح صامتاً
أو فغن الأغاني التي وسَّدتك
إذا كنتُ مكتئباً أو حزيناً
قل لها كيف صارت على شفة الموت
أغنية للحزين
انسكب في المدامع مستسلماً للجنون
................
................
................
الطريق إلى روحها يا حزينُ
الطريق إلى الله
إشراقة الصمت
والضحكات البواكي
الطريق إلى نورها يا حزين
الطريق إلى الناس
لا تبتعد واحترق صامتاً ووحيداً كما شئت
لكن أقم هاهُنا يا كسير الفؤاد
ولو وطناً باكياً مثل صنعاء
كُن أنت مأوى الحزين
وهيا انسكب في المدامع مستسلماً للجنون
10/5/2001م