الموت.. ويموت ثانية

الموت.. ويموت ثانية

< مات اسامة الدناصوري أخيراً. مات وكنت انتظر فقط متى، كأني كنت منتظراً فقط متى يفعلها ويموت. اسامة الذي لم أعرفه أبداً، الذي عرفته على الورق وما كتب عليها. عرفته في «يوميات العادي» نصوصه المنشورة لا غير مؤخراً في «أخبار الأدب».
وما كدت أنهيها حتى انتهى اسامة رائحاً في موته.. يوميات العادي.. التي نشرنا منها نصاً على هذي المساحة في عدد سابق كمحاولة بسيطة للاحتفاء بنوع من كتابة تستطيع أن تمنح المرء فرصة لاعادة التفكير بالحياة وزاوية النظر إليها. كتابة تصالح الذات مع ذاتها إذ تسخر من كل شيء، الألم والمرض كما الموت. كتابة وإن كانت تتحدث عن كل هذا إلا أن فيها ما يمكنه القفز عليها وتجاهلها بما يعطي انطباعاً عميقاً أن لا شيء يستحق. أن لا شيء يستحق في الحياة غير الدقيقة التي نحن فيها الآن والتي تليها.
< مات اسامة الدناصوري إذن. راح وقد أبر بوعده المبكر الذي أطلقه بما يخص علاقته مع الحياة، مع أنه كان الطرف الخاسر في هذه العلاقة. راح وقد أتم سيره عليها خفيفاً وبأدنى قدر من الجلبة والصوت العالي والصاخب متحاشياً دخوله في معارك جانبية أو علنية لطالما وصلت إلينا منشورة على صفحات وصحف أدبية. معارك في الهواء و بلا طائل راح ولم يفعل شيئاً من هذا. ومكتفياً فقط التفرغ لكتابة رغبت وصولها إلينا صافية ونقية. كتابة لا تخطب ودنا بقدر حاجتنا لوجود الكثير منها.
مات اسامة الدناصوري إذن مات الذي لم أعرفه أبداً، الذي عرفته على الورق وما كتب عليها.
< الكائنات تروح في موتها مهما طال عمرها أو قصر. الكتابة تبقى.
ج. ج