مدرسة الشهيد عبدالله الطَّيب.. انقاض تضم التلاميذ وأتربة تحاصرهم

باب لا يتسع سوى لمرور شخص فقط من المفترض أن يكون الاكثر نحافة، ولكن ان يتزاحم اكوام من الطلاب لعبور ذلك الباب للدخول إلى فصولهم لعمارة غير مكتملة وغير صالحة للسكن، ناهيك عن التزاحم في السلالم والاصابات الناجمة بين الطلاب لضيقها من وقت إلى آخر، تلك هي مدرسة الشهيد عبدالله الطيب، في منطقة السبعين بأمانة العاصمة.
مع سوء الوضع وترديه، تساءل احد المدرسين: في ظل هذه البيئة التعليمية غير الصالحة في ظل هذه المدخلات كيف ستكون المخرجات وسط مبنى يفتقر لأبسط مقومات قيام العملية التعليمية! إلى جانب المشاكل المعتادة كان لنا في «النداء» جولة وسط هذه الاجواء. في مدرسة أنشئت منذ أكثر من 11 عاماً، بحسب ما أفاد مدير المدرسة لـ«النداء».
سعادة علاية
saadaolayaMail
اعتبر الوكيل والمدير ان هذا الوضع هو الأفضل من السابق وحتى ولو لم نجد إدارة ولا كرسي لنجلس عليه: «فنحن مثل ما ترين لدينا احد طاولات المدرسة، أما الوسائل التعليمية نضعها في البرميل لحفظها، وجاء هذا المبنى انقاذاً للناس من المبنى القديم؛ فنحن كنا نعيش مع القلم وحمام واحد فقط».
لا توجد كراسي دراسية
مدير المدرسة اضاف لـ«النداء»: «حتى الآن كان المبنىغير مكتمل وظل عدم اكتمال الطاقم الوظيفي للمدرسة مستمراً. حالياً لدينا كراسي مدرسية وحتى إن تأخر بعضها في الوصول». كما اشتكى من العقبات والمشاكل التي واجهت إدارة المدرسة جراء النقل والمشاكل التي تواجههم حالياً لنقل الكتب ومستلزمات المدرسة الضئيلة.
واستطرد قائلاً: «نحن بلا ماء ولا كهرباء، وعدنا اليوم من احد أولياء الأمور ان تعطي وايت ماء كل اسبوع لسد العجز الحاصل لدينا» واضاف ان المدرسة قامت بتشكيل مجلس أباء لمتابعة بناء مدرسة حديثة ومتابعة المشاكل الحالية للمدرسة.
- لا معمل ولا مكتبة ولا فراشة ولا كراسي ولا حراسة في عمارة المدرسة لا يوجد فيها فناء (ساحة مدرسية).
طابور الصباح يمثل كارثة هو ايضاً، فالطابور يقام في الشارع وهو المحتضن للطلاب مع انعدام الميكرفونات ومكبرات الصوت وتزاحم الطلاب حتى أنهم لا يستطيعون مد ايديهم لأداء التمارين الصباحية -حسب احد المدرسين- حتى السيارات في تلك الحارة استفادت من ذلك لتؤدي معهم طابور الصباح، أما الارشيف المدرسي فهو بيت الوكيل واحد المدرسين.
وكيل المدرسة قال للنداء لا يوجد لدينا مكان ولا أدراج حتى نحتفظ بالوثائق، لذلك اضطررت لاخذ الارشيف إلى منزلي والعمل عليه هناك، أما الختم فهو مع المدير في جيبه فنحن نطلبه منه كلما دعت الحاجة.
معاناة المدرسين والطلاب في المدرسة لم تأخذ شكلاً بعيداً عن معاناة الطاقم الإداري فالجميع يدور في نفس الحلقة، ولكنه يأخذ لذلك الاحتكاك المباشر مع الطلاب في البيئة المدرسية.
أبو بكر محمد، مربي الصف الاول، اشتكى من ازدحام الفصول وايضاً من عدم وجود زجاج في الشبابيك ما خلق لدى طلابه ولديه العديد من المشاكل الناجمة عن البرد والباب مفتوح والنوافذ مفتوحة أيضاً وحتى الآن لم تصل الكراسي التي يجلس عليها الطلاب فهم يجلسون على الارض ولم يصل إلى الآن كتاب القرآن والاسلامية مع أن الامتحانات النصفية علي الأبواب. مشاكل صحية ناجمة عن ازدحام خانق، أضاف محمد: «مدراء المناطق يقومون بزيارة المدارس النموذجية، لماذا مدراء المناطق يقومون مثل تلك المدارس ويتجاهلون مدارس محتاجة للإهتمام كمدرستنا.
وكيل المدرسة قال لـ«النداء» ان مالك العمارة وعد بتركيب الزجاج والابواب في الفترة القادمة.
اشتكى معظم المدرسين والطلاب في المدرسة من اصابتهم بأعراض البرد والنزلات الشعبية نتيجة الغبار والبرد في المدرسة، فالارضية لم تكتمل بعد ولا توجد فراشة حتى تقوم بأمور النظافة.
راجح عبدالرقيب ضم يديه إلى صدره حتى يدفئها وقال لـ«النداء» نريد زجاجاً للنوافذ وباب وكراسي حتى نستطيع الاستمرار في الدراسة ووالدي اشتري هذا الكوت بعد جهد كبير».
مدرس آخر للصف الثالث اتفق مع زملائه في معاناة المدرسة واشتكى ايضاً من البيئة المحبطة التي سببت له الصراع المتواصل وتساءل: «كيف سأعطي في ظل هذا الوضع!»، واضاف: «لديَّ 7 طلاب يجلسون في الدرج الواحد المخصص لثلاث طلاب كيف بخمس طلاب في طاولة واحدة. انا اعمل فقط حتى أسقط واجب وأرضي ضميري».
كان هذا حال الطابق الاول والذي يعتبر أفضل حالاً من الطابق الارضي، الذي تنعدم فيه الاضاءة اذا غابت الشمس. ناهيك عن ضيق السلالم، الامر الذي يؤدي إلى إصابة الطلاب اثناء الراحة او عند الدخول إلى الفصل، مدرس الرياضيات للفصل الخامس قال انهم ينتظرون دائماً في الصباح من خمس دقائق إلى ربع ساعة حتى يدخل الضوء والشمس لإنارة الفصل الدراسي، ناهيك عن الاتربة التي تدخل إلى الفصل اثناء عبور السيارات، إلى جانب المشكلة الدائمة: ازدحام الطلاب؛ فعدد الطلاب في الصف الواحد 90 طالباً، حسب قوله وهو الأمر الذي ادى إلى عدم استطاعته متابعة طلابه حتى الكتابة بالألوان على السبورة.
مدرس آخر اشتكى من حالته الصحية التي اوصلتها اليها البيئة المحيطة وحتى المرتب الذي يتقاضاه لا يفي بمتطلبات العلاج، واضاف نسبة الغياب بين الطلاب كبيرة هي ايضاً نتيجة البيئة المحيط.
في وسط هذا التذمر والشكوى وجدنا من ارادت تأخذ بيد الطلاب وسد عجز قد حصل. افراح علي محمد، تطوعت لتدريس الصف الخامس والرابع اشتكت لـ«النداء» من الزحام الشديد فهي لا تستطيع ان تضبط الفصل أثناء الحصة.
معلمة أخرى (سوسن علي صالح) هي ايضاً متطوعة وبدون مقابل مربية للصف الرابع اشتكت من ضيق الفصل وازدحامه الامر الذي يخلق العديد من المشاكل التعليمية كعدم المتابعة للطلاب والاهتمام بهم.
الطلاب ايضاً يشكون من الوضع برغم انهم يرونه الافضل من المبنى الأول أحد الطلاب في الصف الرابع وقف على الطاولة التي لاصقت السبورة لضبط الفصل قال لـ«النداء»: «اقف هنا لأضبط الفصل حتى عودة المدرس لانني لا استطيع ان ارى الطلاب حتى آخر الصف. احدهم صرخ من آخر الفصل وقال نريد فصلاً اوسع ونريد كهرباء وماء وكتب وزجاج يحمينا من البرد.
خالدة الصريمة موجهة في تلك المنطقة قالت لـ«النداء» رفعنا العديد من التقارير عن المبنى القديم والذي كان أردأ من هذا وكل ما توصلنا اليه هو نقلهم إلى هذه العمارة برغم عدم اكتمالها، ورفعنا ايضاً تقريراً عن وضع هذا المبنى، ولكن لا حياة لمن تنادي. وأضافت: «منذ تأسست المدرسة وحتى الآن لم يتم حدوث اي تطوير، وتساءلت كم جيل خرج من هذه المدرسة، وكيف سيكون!
مدير المدرسة قال لـ«النداء» انهم تواصلوا مع المسؤولين والجهات ذات العلاقة وان المشكلة القائمة في الارض المحجوزة لبناء المدرسة، ان كل ما تواصلوا اليها مع مديرة المنطقة التعليمية، سلمىالمصعبي، التي تفاعلت مع المشكلة وتم نقلهم إلى هذا المبنى وتم اعتماد الايجار من مدير مكتب التربية محمد الفضلي، الذي وجهت له سؤالاً: متى سينتهي هذا؟! الوضع فأجابني: «عندما يأتي فرج الله».