كان زمان..

كان زمان.. - حسن عبدالوارث

فقد الزمان أو يكاد، خصائصه الرومانسية.. وغابت، أو تكاد، قصيدة الغزل وأشعار العاطفة الجياشة. وقد بات إيقاع الزمان وتوقيع المكان وملامح البيئة وتقاسيم الوعي والوجدان -كلها- متكئة على تضاريس الواقع الأسمنتي ونواميس العقل الالكتروني.
فهل أضر الموبايل والانترنت وال(سي. دي) وال(دي. في. دي)، وغيرها من منتوجات الثورة الاتصالية والطفرة التكنولوجية، بوردة الحب واقحوانة الشعر وفيروزة القصيدة الغزلية الحارة كالبهارات الآسيوية والتيارات الاستوائية؟!
لم يعد عمر بن أبي ربيعة مجرد ذكرى جميلة ومصدر حنين أليم، إنما نزار قباني أيضاً. وقد صار التيار الرومانسي في حركة الشعر العربي يرقد في "خزيمة عبقر" منذ الربع الأخير من القرن العشرين على أقل تقدير، وإن ظلت ثمة أنفاس تفتقد إلى قدر كبير من الحرارة المطلوبة لتدفق الدماء في شرايين الحياة لدى هذا الغرض الشعري الرفيع.
حتى قصائد الحب الإلهي لم يعد لها وجود، بعد أن طالتها "الفتاوى" الجاهلية الجديدة، فوصفتها حيناً بالبدعة، وحيناً قذفتها بالزندقة وبالكفر أيضاً.. وقد صار ابن حزم مطلوباً للمثول قبالة أعواد المشانق!
لهذا كان مهماً جداً وضرورياً للغاية ذلك الإصدار الذي أطلقته سلسلة "كتاب العربي" الفصلية الكويتية تحت عنوان "قوافي الحب والشجن"، وقدم له الناقد الفذ د.عبد القادر القط، وضمت باقة من أروع قطوف التيار الرومانسي في الإبداع الشعري العربي الحديث والمعاصر.
إنها دعوة للقراءة، ودعوة للعودة إلى كنف القوافي المخملية والخدود الوردية.
wareth