- احجية الرئاسة وطلاسم «مقاطعة» الاحزاب

صلاح الحيدري - احجية الرئاسة وطلاسم «مقاطعة» الاحزاب

 

 

 
على افتراض ان احزاب المعارضة اليمنية قاطعت الانتخابات الرئاسية القادمة ومثلها فعل المؤتمر الشعبي العام فمن سينفذ هذا الاستحقاق؟
 
وبصيغة اخرى افتراض عدم خروج اضراب اللقاء المشترك بمرشح رئاسي تتفق عليه واكتفاءها بخوض الانتخابات الرئاسية كناخبين ومثلها فعل المؤتمر اذا لم يرشح الرئيس نفسه في الانتخابات الرئاسية فكيف سيكون شكل هذا الاستحقاق؟
 
وبما هي احجية سياسية وما يزيدها غموضاً تلك الرغبة التي تتبناها احزاب المشترك في تقديم سجلات القيد والتسجيل بشكل مشوه ليس رغبة في تصحيح اي مخالفات حدثت وانما استكمالاً لسيناريو الهروب من استحاق الانتخابات الرئاسية عبر «المقاطعة» بصورتها الاخرى وهي تشويه هذه السجلات وعدم شريعتها وبالتالي البعد الشرعي للانتخابات الرئاسية القادمة ومادام اللعب على الخارج فكل شيء من وجهة نظر هذه الاحزاب مباح.
 
وبالنظر الى احزاب اللقاء المشترك فإنها لم تمتلك حتى اللحظة القدرة على تحمل مسؤولياتها التاريخية في تأهيل نفسها لتنتج مرشحاً رئاسياً من باب الابقاء على ماء الوجه امام اعضائها.. فمجرد الحديث عن عدم خوضها للانتخابات الرئاسية من عدمه في أية مؤتمرات صحفية او لقاءات أو ندوات تظهر نتيجة واحدة هي الهروب من الاعتراف بحقيقة عجزها عن ايجاد مرشح للرئاسة او حتى مناقشة هذا الامر كما حصل يوم الاحد الماضي عندما وافقت مساء السبت قيادات المشترك على حضور ندوة نظمها مركز دراسات المستقبل حول الاحزاب والانتخابات الرئاسية وفي الصباح لم تحضر أوتعتذر وبين المساء والصباح تبدو سهرة تباينات وخلافات حول موقف محدد من موضوع الاستحقاق الرئاسي.
 
وعلى اعتبار ان ذلك «تكتيك» بانتظار ما اذا سيتراجع الرئيس علي عبدالله صالح عن اعلانه عدم الترشح لدورة رئاسية قادمة من عدمه وهو ما تقرر البت فيه في مؤتمر عام استثنائي للمؤتمر الشعبي العام في الشهر القادم.. فهل ستخوض احزاب المشترك الانتخابات الرئاسية بمرشح تتفق فيما بينها على شخصية لينافس الرئيس علي عبدالله صالح اذا رضخ لمطالب حزبه وجمهوره العريض واعاد ترشيح نفسه لدورة ثانية وهو المخرج للمحنة التي تعيشها هذه الاحزاب حول هذا الموضوع تحديداً ام ستدخل هذه الانتخابات بطريقتها المعروفة: «لا بحبك ولا قادر استغني عنك»؟ أم انها ستقاطع؟ وهل في حالة اصرار الرئيس على قراره عدم الترشح واعلان المؤتمر مرشح للرئاسة ان تقوم هذه الاحزاب بإعلان مرشحها؟ ام سيظل الى حين ميسرة إلى ان يتم الاتفاق فيما بينها على هذا الغامض؟!
 
مصير هذا الشعب سيتحدد خلال الاشهر القليلة القادمة غير ان النتيجة المحسومة إزاء هذا موضوع الاستحقاق الرئاسي والتي لم تتجرأ أحزاب اللقاء المشترك الافصاح عنها باتت توجه لمقاطعة من نوع آخر لهذه الانتخابات سواء رشح الرئيس علي عبدالله صالح نفسه ام لا.. فباعتقادي ان موقف المقاطعة الصريح للانتخابات الرئاسية وما يترتب عليه من تأثيرات بالغة بهذه الاحزاب لكونها متزامنة مع المحلية ولكونها ايضاً ستضر بمستقبلها الانتخابي قد دفعها للمقاطعة بصورتها الاخرى والتي يمكن ان توصف بجزء من سيناريو تشويه الانتخابات بدأ من اللجنة العليا مروراً بالسجل الانتخابي واظهار مخالفات من العدم ليس رغبة في التصحيح لهذه المخالفات ان كانت صائبة وانما رغبة في تشويه هذا السجل اعلامياً لاستكمال معادلة الاستقواء الخارجي الذي يضفي التشويش على الانتخابات الرئاسية وشرعيتها اياً كان الرئيس القادم ولن تعترف الا بشرعية توفير ملعب على الطريقة العراقية وحكم مباريات على الطريقة الامريكية.