الله

الله - حسن عبدالوارث

.. تتجلَّى أعظم قدرات الله –وقدراته، جلّ جلاله، جليلة وعظيمة بالإجمال والمطلق– في أنه وحده:
الخالق.. الرازق.. الوارث..
فالله هو الخالق.. لا الدولة , ولا القبائل أو الكتائب..
والله هو الرازق.. لا الخزانة , ولا الجمارك أو الضرائب..
والله هو الوارث.. لا الحكومة، ولا الأصدقاء أو الأقارب..
فهلا أدركنا سُمو الدلالة في مكنون هذه الأسماء!!
لا شك في ان بلوغنا هذا الإدراك سيُنجينا، لا محالة، من الوقوع في مهلكة الخوف والجبن والذل والهوان والخنوع والاستكانة لبشر، مهما طغى وتجبّر، أو بغى وتكبّر.
الله.. ما أعظم قدراتك!! وإنْ عميتْ عنها قلوبنا التي في الصدور.
وما أحقر "قدراتنا".. وإنْ عظمتْ في نفوسنا الآيلة إلى القبور.
...
لا يمكن، البتة، الوصول الى الله عبر محطة أو واسطة بشرية. عنوان الله مجهول لدى مكاتب البريد والفاكس والتلكس والهاتف الساخن والنقال.
الطريق الى الله سالكة من منفذ واحد فقط- ليس برياً ولا بحرياً أو جوياً – يمر فينا.. إلينا.
الله.. سألتُ عنك الأشياء والأحياء، أشارت كلها اليك.. الى داخلي.
وقد كنت أعرف أن النداء اليك يمر، على الدوام , بموجة ضالة في الأثير.. بَيْدَ أنني لم اعرف قط –حتى اللحظة– لماذا ضَلَّت، والنور كثير!!
الله.. عريان –أنا– الى ثوبٍ من نسيج سترك...
جوعان.. الى حبَّة من نخيل تمرك..
عطشان.. الى لبنك وعسلك وخمرك..
الله.. تُرى هل يطولُ بي الرحيل الى سِرِّك؟!
...
الله.. حُبُّ يتجاوز لهج اللسان وحركات الأنامل وملامح الوجه.. إلى ما وراء مفردات اللغة وقانون الحركة ولا مًُتناهية الوجود.
ثمَّه كُوَّة في دَوْح الروح تدعوني إليك , ذات صلاة توحُّد، توجُّد حلُُُول.. وثمة باب ٌ موصد دوني، يحول.. اللهم نعمتك، لا نقمتك..رحمتك، لا غضبتك.. فالنور حقلٌ الى ذبول.. والنار في صدري تصول.
الله.. كيف تَوَّجَ الضالون أنفسهم ممثلين لسلطتك على الأرض!!... وكيف عَيَّنَ الغافلون ألسنتهم ناطقة بلسان حالك في وكالات الانباء ومنابر الخطابة وقارعة الطريق؟!.. وكيف أوفدوا "الأمراء" والسفراء، وشكَّلوا الفرق والجماعات، وأقاموا البرلمانات والحكومات، تحكم باسمك , من دون رسمك!!.. وكيف جعلوا منك –رحماك– (Trade Mark) خاصة بسوقهم السوداء!!
الله.. تاهت عنا الحقيقة وتاه الحق.. وأنت الحق.. الذي لا يَضِل ولا يُضَل، لو في شَق!.
wareth