بعد الإنتخابات.. إلى أين؟

بعد الإنتخابات.. إلى أين؟ - عبدالإله القُدسي

من تستفزُّ ومن تُصالح
كَثُرَتْ على الدربِ النَّوابح
«من لم يمُتْ» بالشيك «م
 ات بغيره» والفرقُ واضِحْ
عبدالله البردوني

أكثر من سؤال قبل الإنتخابات وبعدها، يحتلُّ حيِّزاً هاماً في ذهنية أي مواطن يمني على اختلاف درجات الوعي والمواطنة: ماذا بعد الإنتخابات؟ ناهيكم عن نزاهتها من عدمها.
وإذا ما فاز مرشح الحزب الحاكم هل سيبدأ توَّ فوزه بتنفيذ وعوده في برنامجه الإنتخابي؟ أم سيكون ما يتحدث به في كل مأدبة افطار وعشاء يدعو إليها مختلف قطاعات الشعب من باب ذرَّ الرماد في العيون ليس إلاَّ، أو من باب تخدير عقول الغالبية من أبناء الشعب أن يرتكنوا إلى انتظار أمريكا بوش الثاني وكندا في تفعيل الطاقة النووية الكهربائية المزعومة بُغْية تغطيتها عموم محافظات الجمهورية وبشكل أوسع وعلى وجه التحديد المناطق الحارة الساحلية؟!!
وهذا أكثرُ شبهاً بانتظار جودو
الذي يأتي ولن يأتي -بعد-!!
وإذا بنا على ثفال رحىً جديدة،
ومواعيد أكثر مدعاةً إلى ما يشبه الصدق
وأحسنُ منه بقليل وأكثر نعومة من ملمس مواعيد عرقوب رحمه الله!!
يحق للرئيس الجديد القديم (الفائز) أن يتحدث بما يريد ويعد بإنجاز ما يريد، ولمستمعيه.. ومشاهديه الحق كل الحق في أن يطالبوه ويلحوُّا عليه بمصداقية وتنفيذ ما وعد به ليغدو حقائق مشهودةً للعيان...
لكنِ أستبعد مصداقية مثل هذه المواعيد.. فما قاله الرئيس -الجديد القديم- لا يعدو أن يكون جديداً قديماً، إن لم يكن مبرراً واهياً لاستشراء الفساد والفاسدين، وما قاله بأن الآباء، يفسدون أبناءهم، إذ أن الأب الذي راتبه لا يتجاوز ال20ألف ريال يمنح إبنه ما لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال مقابل شراء ربطة قات!! ما قاله الرئيس الفائز لا ألتمسُ له عذراً فيه.
هل يعقل مثل هذا؟
وهل يستحسن على مثل هذا السكوت؟
إن مثل هذا اختلاق تجاوز قدرة الأبالسة
«المودرن» ولن يكيد بمثل هذا عزازيل (إبليس)
حتى بعد طرده من رحمة الله!!
فمن أين للرئيس القديم الجديد إبن مرحلة 77.17٪_ هذه المعلومة الخطيرة، والتي قد تتسبب في أن يهز جورج دبليو بوش رأسه بطريقة تدل على الاستغراب والإعجاب إن لم تدل على استنكاره الفظيع لهذا الشعب الذي عقد -ما وصلت نسبته منه- العزم إلى 77.17٪_ في اعادة تجديد ثقته برئيسه الجديد القديم الذي ما زال حليفاً في مواجهة الإرهاب وما برح يقاومه حتى آخر قطرة من دماء جماهيره الأبية!! هذا إذا بقيت في جماهيره التي انتخبته حتى قطرة من دم!
يُخيَّل إليَّ أن بوش ماضٍ على درب تجربة رئيسنا الصالح، لأن غالبية قراراته في السياسة الخارجية الأمريكية يتخذها دون الرجوع إلى مجلس الشيوخ أو حتى إلى مستشاريه أو نُوَّابه حتى يبدو على جميعهم الضيق تجاه ما يقابلهم به من رفض لمجمل وجهات نظرهم والإزدراء بمقترحاتهم!!
لذا فإن التأييد الأمريكي المصحوب بالإشادة للتجربة الديمقراطية في بلادنا وخاصة في المواسم الإنتخابية الرئاسية منها والنيابية والمحلية، ما هو إلا تجسيد للمثل العربي الشهير: «وافق شن طبقة» حتى وإن هَرَفَتْ أمريكا بما لم تعرف
أو بما تعرف، لا يهمنا ما تهرفُ به...
يهمنا فقط أن ننقاد للشعب ونراهن عليه، نقوده ويقودنا، نفديه ويفتدينا، حتى وإن كان رماداً في أعين من لا يسبرون أغوار التاريخ و لا يتعظون بأزلية التحول والتغيير والتي لن تسلم منها أزمنة النبوءات!
أمريكا هي الآن لا ترى إلا الرئيس حليفها العربي الأوحد من دون سائر ملوك ورؤساء الأقطار العربية، والذي سيظل كما يزعم هو وإعلامه يطارد الإرهابيين من زقاق إلى زقاق حتى عهد بوش السابع والسبعين!!
أما موقف الإتحاد الأوروبي من الانتخابات فإنه لا يقدم ولا يؤخر.. نظراً لعدم واحدية نظر سياسته الخارجية والتي على ضوئها تتحدد مواقفه وفق مصالحه وعلاقاته السياسية الدولية!
إلى الآن لا يلوح شيء في الأفق القريب وخليق -من هذه الآونة- بأحزاب اللقاء المشترك أن يعيدوا خلق ذاتهم من جديد وتوحيد رؤاهم بشكل أرقى مما قبل، لتكون موصولة بطموحات ومصالح الشعب الذي هو أشد من بأس الحديد وأقوى إرادة وصموداً وتصميماً على إحداث التغيير المنشود وقطع دابر من يسعون لتوريث الحكم عبر التحايل على البرلمان وبقايا شظايا الدستور.
ويجدر بقيادات المشترك الإتجاه الفعلي من الآن صوب تصحيح سجل الناخبين كي لا يتكرر مشهد ما رأيناه ورآه معنا العالم جميعاً من مهازل ما زالت إلى هذه الآونة لم تحسم بعد!!ف
إنه لشيء عجاب يستوقف التاريخ كشاهد حقيقي على استيلاء شعب لا يعرف الخوف، ولا تثنيه الذرائع ولا توقف زحفه القادم إلى التغيير أعتى الإختلاقات التبريرية وأخطر المكائد.