ظرفاء يسألون عالماً: هل يجوز أن يتولى أحمد رئاسة اليمن؟ النكتة السياسية تسخنها الانتخابات الرئاسية وتقنية الاتصالات تساهم في شيوعها

ظرفاء يسألون عالماً: هل يجوز أن يتولى احمد رئاسة اليمن؟ النكتة السياسية تسخنها الانتخابات الرئاسية وتقنية الاتصالات تساهم في شيوعها

- رشاد الشرعبي
مع سخونة المشهد السياسي اليمني عبر المنافسة الانتخابية الشديدة على أعلى منصب في إدارة البلاد (رئيس الجمهورية) كان لتقنية الاتصالات المتطورة الدور الأكبر في المساهمة في رفع وتيرة تلك السخونة خاصة مع اتساع مساحة مستهلكي الهاتف السيار الذي تحول أيضاً إلى وسيلة لبث الأخبار وتبادل وتداول الشائعات وتسريب النكتة السياسية.
ورغم مايمر به المشهد ذاته من بروده - على الأقل بين طرفي المنافسة المؤتمر والمشترك- وتصاعد سخونته فقط في مقايل اليمنيين الرمضانية التي يقلبون فيها النتائج وطرق الحصول عليها وأسماء من فازوا ومن سقطوا واسباب تراجع المشترك، خاصة الإصلاح في محليات العاصمة وتعز وعدن وإب, إلا ان هاتفي الجوال حمل لي الرسمية مجالا للأسئلة التي يرد عليها علماء الدين.
فحسب الرسالة فإن مواطناً يمنياً سأل عالماً “هل يجوز ان يتولى أحمد رئاسة اليمن؟”, في إشارة إلى النجل الأكبر للرئيس على عبدالله صالح بإعتباره بدأ يمارس مهامه الرئاسية في ولايته الأخيرة لسبع سنوات, فكان رد العالم بأنه “لايجوز”, مبرراً فتواه بالقول: “لأنه يحرم ان ينكح الرجل مانكح أباه” واختتم “والله أعلم”, وهي إشارة واضحة إلى معركة جديدة لليمنيين مع ما وصفته الصحافة المعارضة قبل اكثر من عامين “ظاهرة التوريث”.
مدينة ذمار يعتبرها الكثير من المهتمين بالنكتة السياسية “المطبخ الرئيسي” للنكتة ولايمكن ان يمر حدث مهم كالإنتخابات الرئاسية كأول إنتخابات تنافسية جادة بعد إنتخابات 1999م التي تنافس فيها الرئيس وأحد نواب حزبه, وكان لأبناء ذمار مساهمات طريفة في هذا المجال, فقد بعثوا برسالة تهنئة للشعب اليمني بمناسبة “إنتقال السلطة سلمياً من الرئيس صالح إلى الرئيس الصالح”, في حين تداولوا خبراً عاجلاً عن “الرئيس صالح يسلم السلطة للرئيس الصالح”.
رسائل الهاتف الجوال لم تتوقف رسائل المواقع الإخبارية التابعة للسلطة أو المعارضة عن فرض نفسها على المستهلكين دون قبول منهم في الأغلب، خاصة قبل الإقتراع وأثناء الفرز وإعلان النتيجة وتسليم المعارضة بها كأمر فرضه واقع القوة –كما بررت -, إلا ان رسائل الأصدقاء كانت ذات نكهة خاصة سواء كانت نثراًأو شعراً للتعبير عن الفرح بالنتائج أو التذمر من عدم حدوث التغيير او السخرية بالاتجاهين, فقد كان تعليق أحد الظرفاء على النسبة التي حصل عليها الرئيس صالح على هيئة تساؤل ساخر: “هل تعرف أن 77,17% هي نسبة الأمية في اليمن؟”, في الوقت الذي علق آخر شعراً: “يهناك ياشعب اليمن ماقد حصل..خطوة جريئة هزت الحصون, وإن ما حصل تغيير صوتك قد وصل..والظلم دولة تنتهي عبر العصور”, وقال ثالث شعراً أيضا:ً “نهنيكم بشهر رمضان.. ونأسف لسقوط بن شملان, ونهدي الرئيس فل وريحان..لاشمس لاقمر لالا هذا هو الحصان”.
ومثلما طالب ابناء ذمار الرئيس صالح “بالعدول عن قراره الحكيم”, ثم قدموا له الشكر على تلبيته لطلبهم وترشيحه لنفسه في الانتخابات الرئاسية التي تمت في سبتمبر الماضي, نقل أحدهم رسالة قصيرة: أنهم رفعوا لافتة دعائية كبيرة وسط المدينة تحوي ثلاث صور للرئيس صالح الأولى بالزي العسكري والثانية بالزي الشعبي والثالثة بالزي العصري وربطة العنق ودعوا الناخبين تحت الصور الثلاث إلى إنتخاب أحد المرشحين الثلاثة.
المهندس فيصل بن شملان المنافس القوى لصالح لم يكن ممكناً أن يمر موقفه الشجاع في إقدامه على المنافسة، رغم معرفته المسبقة أنها لن تكون متكافئة رغم جديتها، دون أن يكون لأبناء ذمار ومطبخهم للنكتة السياسية تعليق فقد تقاذفوا طرفة انهم وبمجرد إنتهاء مهرجان بن شملان الذي أقيم في ملعب مدينتهم علقوا لافتة كبيرة غطت واجهة الملعب وعليها كتبت الآية القرآنية الكريمة “ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي”مع الدعاء منا بالعمر المديد لمؤسس الديمقراطية اليمنية المهندس فيصل بن شملان.