مفرقاعات الفائزين في الانتخابات طغت على مدفع الإفطار رمضان جاء تهريب!!

مفرقاعات الفائزين في الانتخابات طغت على مدفع الإفطار رمضان جاء تهريب!! - فكري قاسم

على غلفة من الوقت جاء رمضان هذا العام لم يكن الناس هنا في اليمن مشغولين برؤية «الهلال» قدر انشغالهم بالجلوس إلى جوار الفضائيات لمتابعة نتائج الانتخابات.
من فاز؟ ومن خسر؟ وما حكاية الصناديق (صناديق الاقتراع) الضائعة؟
قال الحاج «الأهنومي» 80 سنة، وهو رجل صام الشبعانية وكعادته ينتظر رمضان بشوق: «هذا الوعد مادرينا من أين دخل علينا رمضان».
وأضاف نبيل شكري: «رمضان هذه السنة جاء تهريب؟!».
جرت العادة أن يستعد الناس لرمضان باكراً، وقبله بأيام يكون الحديث عن فضائله له طعم حبات التمر، ورائحة الغروب.
لكنها الانتخابات، غطى حدثها على كل شيء، حتى اطفال الحواري «الحارات» انشغلوا برموز وشعارات المرشحين ونسوا عادات اللعب بالعُلب الصغيرة الفارغة، إذ يقرعون واحدة بأخرى، ويهتفون من حي لآخر «يارمضان يابو الحماحم.. إدي (إعطي) لأبي شمغة دراهم»..
أطفال الحارة نسوا ذلك، وبقوا مشغولين حتى اللحظة الأخيرة بهتافات انتخابات يرددونها من حارة لأخرى.
وجاء رمضان يتيماً هذا العام، إلا من استعدادات تجارية لمعارض الشهر الكريم في تعز، صنعاء، عدن، إب والمكلا.
لكن إقبال الناس لم يكن، على ما يبدو، موفقاً مثل بقية الأعوام.
الاقتراع كان يوم الأربعاء 20سبتمبر.
وعشية انتظار الناس لإعلان نتائج الاقتراع يوم الجمعة، ظهر مذيع التلفزيون صنعاء يعلن رؤية «هلال رمضان» وأحد لم يكن قد تهيأ لذلك.
أمينة شعبان -ربة بيت- قالت: «مكرفونات المترشحين صممت مع أول صلاة تراويح، وعرفنا أن رمضان جاء، لكن المطبخ بلا تجهيز».
مواطنون كثر، استيقضوا صباح السبت، أول أيام رمضان، وجيوبهم بلا نقود، كل الذي فيها كروت خاصة بصور وشعارات المرشحين المتنافسين لانتخابات الرئاسة والمجالس المحلية.
وقال «أحمد حسين المُحني» وهو جندي يعول اسرة من (8) أفراد: «الانتخابات انتهت من جهة، وسعر الكيس الدقيق واسطوانات الغاز ارتفع من جهة أخرى!!» لكنه قدم مبرراً لذلك الارتفاع وعزاه، ببعض من تفاؤل: «ارتفاع الأسعار سببه أن الناس فجأة هرعت لشراء احتياجات رمضان وبعض المستغلين من التجار وجدوها فرصة لتعوض خسارتهم الانتخابية في دعم المرشحين، والمواطن دائماً هو من يدفع الثمن؟!؟».
روحانية الشهر الفضيل أقوى من دوشة التنافس الانتخابي.. صحيح أن مدفع رمضان لم يغلب مفرقاعات الألعاب النارية بمناسبة فوز الفائزين، لكن الناس سحبت نفسها تدريجياً، ووحدها صور المرشحين المعلقة عرض الجدران بقيت كشيء من الذكرى.
fekry