سيدي الرئيس: هذه النتيجة.. فماذا بعد؟

سيدي الرئيس: هذه النتيجة.. فماذا بعد؟ - لطفي فؤاد أحمد نعمان

سيدي الرئيس:
التهنئة أمر واجب على من يبادر بها من بيننا فيكتفى، أما العمل ففرض عين علينا جميعاً بحسن أدائه يُحتفى.. وإذ يبارك للمواطنين المولى عز وجل، في شهره المبارك، والوطن، في أعياده الوطنية المباركة، نجاحك مجدداً في كسب الثقة الشعبية وبنسبة ليست ضئيلة (77.17%)، والنجاح بهذه النسبة في كل الأحوال يؤكد نزاهة الانتخابات وخروج الديمقراطية العربية عن حدود التسعين في المائة، وإن شكك المشككون، وسواءٌ استجيب أو لم يستجب لدعواهم أن النسبة أقل من المعلن عنها، فأنت في كل الأحوال المنتصر الثاني بعد الشعب.
غير أن النجاح يفرض البدء في مراجعة أسباب الحصول على هذه النسبة لا أكثر منها..
سيدي الرئيس:
أخفق بعض المكلفين في أداء مهامهم وهذا الإخفاق الموزع على مجالات الإدارة، التنظيم السياسي، العمل الميداني، والتواصل الجماهيري.. سَبّبْ في تدني النسبة المتوقعة والملائمة لعطائكم الوطني والعزوف عن المشاركة في التصويت وبطلان الأصوات وهذا يستدعي إجراء تعديل إيجابي في مسار كسب وتعزيز ثقة الشعب بقيادته السياسية، وعدم اتخاذ القرارات المفاجئة غير المدروسة خارقة القوانين.
سيدي الرئيس:
هذا النجاح، لا بد من استثماره تحقيقاً لنجاح دائم.. ولئن نجحت في سابق عهدك بترسيخ الاستقرار رغم التربص الخارجي والتآمر الداخلي، يتطلب الآن استمرار النظام ونهجه المتميز دوام الاستقرار، فلا يمكن الاستمرار أو بلوغ أي متطلع للحكم على أساس غير مستقر يفتقد الالتزام بالنظم والقوانين والدستور، ويختل فيه التوازن.. لا بد من استقرار دائم، لا مؤقت يمّكن من الاستمرار.
سيدي الرئيس:
بالديمقراطية، عززت الوحدة.. وبحب الناس والقرب منهم حكمت طوال هذه الفترة، والتف الشعب حولك رغم اختلافهم أو اتفاقهم معك.. ودعوت إلى التداول السلمي للسلطة، وكدت تعزف عن الاستمرار، لولا نزولك عند رغبة الجماهير ليس فقط عندما كشر عن أنيابه واهمو حكم الجاهلية يبغون، إنما عندما تقاعس أدعياء عن المبادرة وتسلم مهامهم ومسؤولياتهم الوطنية فلم يستجب إلى ما دعوت أحد من المعنيين والزاعقين ليلاً ونهاراً أنك انفردت في الحكم ومستحيل تولي الحكم وأنت حي بيننا..!!
سيدي، هذا الأمر يفرض عليك وعلى فرقاء وشركاء العمل السياسي سلطة ومعارضة تهيئة جادة للساحة يتيسر فيها التداول السلمي للسلطة بينك وبين من سيثقل كاهله بعدك حكم اليمن، بعد الوعي بأسلوب التداول الأمثل وأهميته في ترسيخ النهج الديمقراطي.
سيدي الرئيس:
ملكّك الله سمة العفو وسعة الصدر وطول البال لا ضيَّق ولا قصَّر عليك شيئاً منهما، فأسرت بخلقك النبيل المختلفين معك قبل المتفقين وعاد من عاد إلى الوطن استجابة لدعوة العودة الصادرة منك إليه، وساندك من ساندك في الداخل والخارج، فاغتنم وجود الجميع ونصرتهم لك لنعمل معاً لمستقبل أفضل ليمننا الجديد.
سيدي الرئيس:
أنت الحر الذي يحفظ اليد، ويصدق الوعد، ويفي بالعهد.. لقد صدقك مواطنوك، النساء والرجال، أبناؤك، إخوانك، آباؤك فانتخبوك عندما صدر برنامجك، وورد الوعد في خطابك.. فمتى البدء؟ الشباب ينتظر تنفيذ توفير فرص العمل، لإنهاء البطالة ومكافحة الفقر..
الحلوق الظمآنة تنتظر حل مشكلة المياه قبل بلوغها مرحلة الأزمة.
المواطن ينتظر مكافحة الفساد العملية لا الشكوى من وجوده بما كسبت أيدي الناس فقط دون عقاب أو حساب!
سيدي الرئيس:
هذه النتيجة.. هذه المهام.. فماذا بعد؟ العمل.. لا شيء غير العمل.
و"قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.