نافذة.. أبوحنيفة وهذا.. (المؤتمر)!

نافذة.. أبو حنيفة وهذا.. (المؤتمر)! - منصور هائل

هل سيتأجل الاعلان عن ثبوت رؤية هلال رمضان، كما تأجل الاعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة، إلى حين يتقرر الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وثبوت رؤية قمر رئيس الجمهورية المنتظر، الذي ستنداح اضواؤه بحزمة من الاعلانات الفرعية ذات العلاقة بتعديل منازل القمر والتقويم الهجري، وترفيع مستوى التحصيل العلمي بصرف (20) درجة إكرامية لكل طالب، وتدعيم السلك الاكاديمي بمنح مشائخ «السلفية» والافتاء والاحتساب شهادات ماجستير ودكتوراه، وما إلى ذلك من الاعلانات التي يرى فيها «الباب العالي» مصلحة للرعية؟!
وبماذا يمكن توصيف حالة عشرات الآلاف من العائلات المكتوية بحرقة انتظار إعلان نتائج اولادها في امتحانات الثانوية، التي لم تعلن في موعدها بحرف معطوف على انتخاب رئيس الجمهورية؟
وتحت أي بند يمكن إدراج حالة الطلاب والطالبات الذين عادوا يوم الخميس الماضي إلى أهاليهم وهم يجأرون بالشكوى مما حل بهم من هتك ورفس وصداع و أوجاع وأعراض هوان ناتجة عن تحول مديرات ومدراء المدارس إلى عسس ورؤساء مخافر شرطة، وقيامهم بإخراجهم -الطلاب- من فصولهم الدراسية إلى الشوارع ليهتفوا بالمجد للسلطان، و: «لا شملان.. لا حدة، نعم لصانع الوحدة»، وغير ذلك من الشعارات المقطوعة الصلة بالمقرر الدراسي، والوثيقة الاتصال بالاذلال الممنهج والاذية «الشرعية» وبنهج عسكرة المدارس والجامعات وكافة الادارات الحكومية؟!
وما الذي يمكن أن يفعله آباء لم يعد بمقدورهم سماع نبرات الألم والأسى المتكسرة في اصوات ابنائهم الطلاب، بعد ان تمادت سلطة القمع والمصادرة في إحراجهم، وحرمتهم حتى من ممارسة حقهم كسلطة قمعية رديفة، ومن حقهم في «الهنجمة» على «العيال» وإخراس اسئلتهم في حناجرهم ومحاجرهم؟! ذلك لأن هؤلاء الآباء قد جُرْجروا -هم ايضاً- إلى الشوارع ليهتفوا بنفس مقرر «المحفوظات» والشعارات، وليس ثمة ما يمكن ان يقال بشأن هذه الوقائع الشاهدة على واقع اعتقال الآباء والابناء جميعاً، ومعاً في سجن كبير اسمه: اليمن.
انما، وبمناسبة حلول شهر رمضان: ماذا كان سيقول أو سيفعل الامام ابو حنيفة في مواجهة اسئلة استهلال هذا المقال الكفيلة باستفزازه وهو في قبره؟! وماذا لو كان امتد به العمر إلى أيامنا، أو تأجل مجيئه إلى الدنيا حتى ايامنا، وشاءت سخرية الاقدار وقسوتها أن تمتحنه باستضافة المتحكمين بادارة البلاد اليمنية والقائمين على الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الحاكم في ديوانه وسمع منهم ما نسمع من كلام اجرد من اي ورع؟!
هل كان الامام ابو حنيفة، رحمه الله، سيكتفي بمد رجليه في وجه (المؤتمر) من غير أن يبالي؟! أم سيخلع عن نفسه أرديه الحياء والوقار والحكمة ونفاد الصبر وسيندفع لإشهار اسلحة أخرى لا يشهرها، في العادة، إلا عديم الحياء؟!
وبالمناسبة ايضاً: «يحكى عن الامام ابي حنيفة، انه جاءه شخص و جلس في المجلس وله هيئة وهيبة. وكان الامام ابو حنيفة يتكلم عن مسألة افطار الصائم عند غروب الشمس. فقال ذلك الرجل: ياشيخ: إذا تأخر غروب الشمس إلى نصف الليل ماذا نفعل؟ وقد كان ابو حنيفة يأنف من مد رجليه احتراماً لهذا الرجل ذي الهيبة. فلما سمع هذا الكلام الذي ينبئ عن شخصية هذا الرجل قال: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه».
mansoorhaelMail