عن حقوق الإنسان.. موسم المعاقين

عن حقوق الإنسان.. موسم المعاقين - عيدي المنيفي

يوماً عن يوم يزداد عدد المعاقين في انحاء الجمهورية اليمنية ويزداد ايضاً ذوو الاحتياجات الخاصة، ليس هذا الكلام جديداً على أحد، لكن ما هو جديد ان لا ينظر احد إلى اخواننا المعاقين إلا في المواسم الانتخابية ويتذكر المرشحون وكل الاحزاب السياسية ان ثمة أُناساً يعانون ويجب الاهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم ومعالجة قضاياهم -التي لا تنتهي- وهنا تكثر الوعود الانتخابية وما ان تنتهي الانتخابات حتى تتبخر كل تلك الوعود وتتلاشى كالسراب بعد ضمان اصوات المعاقين لصالح هذا الحزب أو ذاك.
في اليمن ثمة ما يزيد عن مليوني انسان معاق ومعاقة، ومع هذا الكم الكبير من المعاقين ليس ثمة ايضاً من يعمل على إعادة البسمة إلى كثير منهم.
قد يقول قائل ان عديد منظمات وجمعيات وجدت لأجل المعاقين لكن عملها وما تقدمه من خدمة لهم/ لهن ليس شاملاً للجميع فأغلب المعاقين يتوزعون في الارياف والقرى ولهذا ظلوا طي النسيان لا احد يلتفت اليهم حتى في موسم الانتخابات على الرغم من ان غالبية المرشحين يخطب ود الجميع ويفرش لهم الارض وروداً ومع ذلك لا اهتمام ولا رعاية ولا سؤال حتى من باب الانسانية وصحوة الضمير.
ليس ذنباً ولا جريمة ان تكون معاقاً، الجريمة انك وجدت في مجتمع وفي دولة اخفت انسانيتها تجاههم وزادتهم عزلة وتهميشاً إلى تهميشهم وهو ما جعل اخواننا المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة يعانون الأمرين، ألم الإعاقة وألم التهميش دون أن يجدوا من يستطيع ان يعمل على التخفيف من الألم والقهر الاجتماعي في اوساطهم من اخوانهم غير المعاقين.
الاسبوع القادم تشهد البلد حدثاً سياسياً كبيراً قل نظيره في البلد، ما لفت انتباهي ان يرشح احد المعاقين نفسه في منطقة وصاب بمحافظة ذمار كستقل، هو هنا يقهر الاعاقة ويقهر الظلم الاجتماعي وبدلاً من ان يتم دعمه من الاحزاب والمستقلين، مورست، وتمارس، ضغوط عليه لإجباره على الانسحاب. والسؤال: هل ان مجتمعاً كهذا سيتحول يوماً لنصرة المعاقين والمهمشين ويدفع بهم إلى واجهة السلم الاجتماعي وتبوؤ المناصب؟ ذلك سؤال لعل الاجابة عليه تحتاج إلى عقود من الزمن قد لا تكون قليلة.
aalmonify