حمى الانتخابات.. الاتحادات الرياضية والشبابية.. ولاءات مطلقة، شعارات زائفة، وواقع مأزوم

حمى الانتخابات.. الاتحادات الرياضية والشبابية.. ولاءات مطلقة، شعارات زائفة، وواقع مأزوم

منذ منتصف السبعينيات ظهرت للوجود العديد من الأندية والاتحادات الرياضية والشبابية وبالذات التي لها صلة بالألعاب الجماعية في جنوب وشمال الوطن والتي اسهم في نشأتها وبروزها العديد من القياديين في حقل العمل الرياضي والشبابي الذين تولوا مقاليد امورها الإدارية بكل تفان وإخلاص على الرغم من شحة امكانيات مواردها المادية خلال تلك الفترة والتي استمرت حتى بزوغ فجر الوحدة اليمنية مطلع التسعينيات، لتشهد بعدها الحركة الرياضية والشبابية حالة مغايرة وإنقلاباً سلبياً تمثل بسيطرة العديد من الدخلاء عليها من خارج الوسط الرياضي لإدارة زمام دفتها في السنوات الأخيرة، وذلك من خلال اتحاد كونفدرالي مكون من لوبي المناقصات واعضاء الحزب الحاكم ومجموعة من متقاعدي المؤسستين العسكرية والأمنية، والتي أثرت بشكل عام على مستوى العمل الرياضي والشبابي بصورة سلبية مخلفة معها تبعات إنحدارية نحو المزيد من الاستحواذ والإستغلال لمواردها المادية إلى جانب الاستيلاء المتواصل لبنيتها التحتية، الأمر الذي ادى إلى تراجع مستوي الرياضة اليمنية بشكل مرعب خلال السنوات الاخيرة نتيجة فرض واقع مبني على الفساد حصدته الرياضة اليمنية من خلال ارقامها الصفرية المسحوبة من رصيدها المتهالك منذ عقد ونصف من الزمن.

* طلال سفيان

حملة مجاذيب
منتصف يوليو الماضي وفي مشهد تراجيدي ضم جمعاً غفيراً لعدد من رياضيي وشباب الاندية اليمنية وهم يقطعون بعض كيلو مترات سيراً في شوارع العاصمة باتجاه ميدان السبعين والذي بدى وللوهلة الأولى وكأنه تجمع رياضي في سباق للماراثون، قطعه مشهد الوقوف لبرهة زمنية ا مام بوابة القصر الرئاسي لتقديم رسالة مناشدة الأندية الرياضية لرئيس الجمهورية تطالبه، بناءً على مقترح رئيس اتحاد كرة القدم الحالي بالعدول عن قراره عدم الترشح للانتخابات الرئاسية. ومع ارتفاع حمى الانتخابات الرئاسية والمحلية في الاسابيع الاخيرة والتي ارتفعت معها درجات حرارة حمى تقديم صكوك ولائية زائفة مصحوبة بقرابين الطاعة العمياء من قبل بعض الاتحادات الرياضية والشبابية بمبايعة مرشح الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية عبرت عنها لافتات خرقاء بشعارات جوفاء تنم عن هزلية هذه الاتحادات اللامتناهية امام منتسبيها في التعبير عن همومهم وتطلعاتهم بشكل مشوه ومقزز احترفت خلالها هذه الاتحادات، وبلصوصية مطلقة حرية خيار رياضيي وشباب الوطن، إلى جانب تجاوزها حدود المنطق بتعليق صور مرشح الحزب الحاكم لرئاسة الجمهورية على قمصان لاعبي المنتخب الوطني الاول لكرة القدم في لقائه الودي الدولي مع نظيره الليبي مطلع الاسبوع الماضي.

عواصف موسمية
خلال الاربع السنوات الاخيرة دخلت الحركة الرياضية في اليمن في العديد من المعارك الطاحنة واجهت خلالها المؤسسة الرسمية الأولى والمعنية بتولي زمام امور قيادة العمل الرياضي والشبابي والتي كانت نتيجتها إزاحة العديد من الشخصيات ذات النفوذ والتي كانت تتربع لسنوات عدة على قمة هرم بعض الاتحادات الرياضية، الامر الذي خلف تجميد بعض الألعاب على المستوى الدولي نتيجة هذا الصراع والذي قاد في آخر المطاف نحو السيطرة المطلقة بمباركة الوزارة الشبابية للكثير من الاتحادات والأندية الرياضية بتولي ا لكثير من الدخلاء على الألعاب الرياضية إلى جانب سيطرة مجموعة من متقاعدي المؤسستين العسكرية والأمنية على إدارة شؤون الأندية الرياضية والتي خلفت وراءها تبعات صورية مشوهة المعالم رمادية اللون داخل المشهد الاخير في مسرح احداث الرياضة الوطنية.

فرقعات صوتية
المنشغلون بالقضايا السياسية لا يقدرون أهمية الصراع على المواقع الأولى في الاتحادات الرياضية، والذي برز في الصراع المحصور بين اعضاء المؤتمر في الزحف على الاتحادات الرياضية منتصف العام الماضي، الأمر الذي اظهر مقدار تخلف القائمين على هذا الشأن داخل الجهاز الحزبي للمؤتمر الشعبي العام والذي بين للكثير أنه قد تأخر عن الركب لعقدين من الزمن، كما أنه لا يوجد في رقعة الوطن من يهتم بالمشكلات الحقيقية وراء كل فشل رياضي تعودت اتحاداتنا الرياضية حصده على الدوام، كما لا يوجد جدال على ان الاخفاقات داخل الملاعب والصالات الرياضية، هي انعكاسات جلية للاخفاقات على المستويات الحياتية الاخرى والتي عادة ماتتصاعد حدة انتقاداتها إثر كل إخفاق أو فشل داخل المضمار الرياضي والتي تكون في اغلب الأحيان مجرد فرقعات صوتية ليس أقل ولا أكثر.