مجرد فكرة.. قل ما تشاء وسوف نصدق ما نشاء

مجرد فكرة.. قل ما تشاء وسوف نصدق ما نشاء - أحمد الظامري

إذا كان هناك ثمة من يعيب على المؤتمر الشعبي العام طريقة حكمه خلال الفترة الماضية او طيلة انفراده بالاغلبية تحت قبة البرلمان، فإن المعارضة كذلك لا تعرف كيف تعارض ، فمثلاً كيف يمكن لناخب ان يهضم أي حديث «سلبي» عن مرشح المؤتمر علي عبدالله صالح طالما قال فيه قادة المعارضة مالم يقله المتنبي في سيف الدولة الحمداني. ويكون الأمر شديد الوقع علىالمرء ويرسخ الاعتقاد بأننا لا نملك تقاليد حزبية في اليمن عندما يصدر مثل هذا التصرف من حزب كبير مثل حزب التجمع اليمني للاصلاح وبالتحديد من أمينه العام محمد اليدومي الشخص الذي عُرف بالاتزان والحنكة السياسية، فكيف يكون الحال بالنسبة لباقي اعضائه؟
في احد مهرجانات اللقاء المشترك لدعم مرشح المعارضة فيصل بن شملان هاجم اليدومي بضراوة الرئيس علي عبدالله صالح وانتقد فترة حكمه بل انه قال امام حشد جماهيري كبير انه جاء «لتكسير» صنمية الفرد ويقصد عبودية الشعب بالمفهوم السياسي لشخص الرئيس علي عبدالله صالح في اشارة استئثار الرئيس بكل الصلاحيات في يده متغافلاً كل الهيئات التشريعية والقضائية كمجلس النواب والشورى والمؤسسة القضائية وغيرها من الهيئات التي كان يقرها إبان الشراكة القائمة بين المؤتمر والإصلاح آنذاك.
«اليدومي» الشخصية السياسية المحنكة «نسي» أنه كان قد ادلى في وقت سابق وبالتحديد في 14 اكتوبر 99 بحديث لصحيفة «الشرق» القطرية واعادت نشره صحيفة «الصحوة» قال في الرئيس علي عبدالله صالح كلاماً لا يقوله الا المتنبي في سيف الدولة الحمداني كما ذكرت سابقاً، فالصحيفة سألت استاذنا اليدومي هل يُعد اختيار حزب الاصلاح للرئيس تكريساً لمفهوم الزعامة؟! فبماذا أجاب؟ تصوروا؟!
قال ان الصفات المتوفرة في الاخ الرئيس ويقصد علي عبدالله صالح وليس بن شملان طبعاً تختلف كثيراً عن المواصفات الموجودة في الزعماء العرب والمسملين وأن الرجل حاول ان يقود شعبه إلى تجذير العمل الديمقراطي ورعايته له. ولأول مرة يسمح رئيس في المنطقة للناس ان يهتفوا لغيره ويحملوا صوراً غير صوره ولا اظن ان هذه الخطوة اقدم عليها غير الرئيس علي عبدالله صالح. هل ازيدكم قليلاً من ارشيف الزميل العزيز عبدالولي المذابي لبعض آخر من إجابات اليدومي على اسئلة «الشرق» القطرية حول رأيه في الرئيس علي عبدالله صالح؟ لا بأس.
الصحيفة سألته: «لماذا اختار حزب الاصلاح علي عبدالله صالح كمرشح للحزب في الانتخابات؟!»، فأجاب استاذنا وبالحرف الواحد: «لقناعة تامة من التجمع اليمني للاصلاح بأن الرئيس هو الأفضل على تسيير الأمور في المرحلة القادمة نتيجة تجربة امتدت 21 عاماً وللمنجزات التي حققها فهو الاقدر على الحفاظ عليها وفي نفس الوقت تصورنا انه يستطيع ان يكمل المشوار ويكمل عملية البناء التي بدأها»، وحقيقة وأنا اقرأ الارشيف تصورت ان اليدومي هو من كان وراء الاعلانات الدعائية للرئيس والتي كتب فيها: «اكمل المشوار».
بطبيعة الحال من حق اليدومي ان يقول ما يشاء وان يدعم مرشح حزبه ايضاً كما يشاء لكن ليس من حقه ان يُعفينا ان «نصدقه» خاصة عندما يجعل من علي عبدالله صالح احد الزعامات العربية ثم ينسى ذلك ويطالب بتحطيم «صنمية» علي عبدالله صالح ومثل «اليدومي» كثير.
***
ميثاق الشرف الذي اقرته مؤخراً صحيفة «النداء» انجاز انفردت به هذه المطبوعة الرصينة والتي تسلك طريق النجاح على نار هادئة.