تقنية فرائحية تقتل امرأتين > كتب - علي الضبيبي:

تقنية فرائحية تقتل امرأتين > كتب - علي الضبيبي:

كان الفرح يعم المكان ويسيطر على الأجواء، الزغاريد تتجاوز القاعة إلى خارجها..
صالة الأمراء بحارة الإحسان- الأمانة، كانت مزدحمة بالحاضرات. والنساء يتوافدن إليها زرافات وجماعات.. دخلت العروس الصالة الرئيسة للحفل وسط زغاريد الفرح وإبتسامات الضوء والأحبة، وأنبعثت قصبة البخور المؤقتة بكثيف من الدخان المعطر لتغمر كل أرجاء وزوايا المكان.
صراخ دوَّى: «حريق.. حريق» واندفعت النساء باتجاه «الدرج» هاربات يتدافعن بقوة ويركضن نحو الباب في الدور الأسفل.. أحد الحرَّاس سمع الضجيج أن حريقاً داهم الصالة فهرول نحو «مفتاح الكهرباء الجامع» -حسبه ماساً كهربائياً- فأقفله توَّاً مما زاد الطين بلة وتحول القاعة خاصة درجها الضيقة إلى شبه مظلمة مع دخان البخور المنتشر في كل ربوع الغرف، الأمر الذي أدى وقت التدافع الجماعي إلى سقوط بعض النساء الهاربات ارضاً تحت تدافع جامح يأتي من الصالة سبَّب حالة من الإختناق والكبت والرفس كانت حصيلتها امرأتين وطفلة وإصابة أكثر من ست أخريات إثنتين حالتهن خطرة.
«النداء» تواجدت في مكان الحادث في اللحظات الأولى حيث الفوضى والصراخ والعويل يعم المكان، والناس يتدافعون جرياً إلى هناك وشوهد أكثر من سبع حالات تم إنتزاعها من تحت أقدام النساء الخائفات اسفل الدرج في وضع يرثى له وحالة إغماء مفجعة.
وقد هرعت سيارات الشرطة والدفاع المدني إلى المكان دون ان يكون هنالك حريق، وحصلت حالة من الصدام بين العسكر الذين ارتصوا على بوابة الصالة ومواطنين مذعورين حاولوا اقتحامها بحثاً عن عوائلهم، الإشتباك حُسم أمره حين اشهر رجل الأمن بندقيته في وجه جموع متجمهرة، رجالاً، نساءً، أطفالاً، تفرقوا ذات اليمين وذات الشمال لتتلاقى استغاثات الداخل بصرخات الخارج.
وحسب شاهدات عيان «م. م. ص»، «إ. ع. م» كُن داخل الصالة الرئيسة «السبب مضحك وبعض النساء مجنونات لا يعرفن أن ذلك البخور يندفع من جهاز خاص بالحفلات ويستخدم في أكثر من صالة أعراس وعندما انبعث البخور في كل زوايا الصالة حسبوه غازاً أو حريق فصحن مذعورات وكسرن «المدايع» وحولن العرس إلى مأتم».
ويتردد بين الناس في اليوم الثاني من الحادث، فقدان عدد من النساء لذهب وتليفونات وحقائب...؛ ساعة الإرتباك والفوضى.
يشار إلى أن العرس كان تابعاً لبيت الشاطر فيما إحدى الضحايا من بيت المؤيد وطفلة من بيت الحجي، والأخريات مع بقية المصابات لم تتمكن «النداء» من معرفة جهاتهن بعد. فيما صاحب القاعة مازال محتجزاً على ذمة التحقيق حتى لحظة كتابة هذا الخبر.