الوظيفة.. «معارض».. !!

الوظيفة.. «معارض»..!! - عبدالله الصعفاني

أعجبني قول القيادي المؤتمري محمد علي ابو لحوم بأن المعارضة ليست وظيفة.. أما لماذا؟ فلأننا فعلاً لم نتنبه إلى خطر أن تكون المعارضة بديلاً عن الوظيفة..
في الدنيا كلها.. هناك المعارض المهندس والمعارض الطبيب.. والمعارض الفلاح..
أما عندنا فستجد أكثر المعارضين أصواتاً هم الذين أختاروا أن يملأوا الفراغ أمام المهنة بكلمة معارض.. معارض وبس..والنتيجة ما نعيشه من طغيان «الاعتراض» دونما رغبة في المساهمة بتقديم البديل.. فكرة.. دراسة.. حل لمشكلة.. كلمة لله..
وحتى لا تقع هذه السطور في ذات الخطأ ثمة الاستثناءات التي تؤكد القاعدة..
< صحيح أن كثيراً من المسؤولين لم يحملوا كؤوس الانتاج واستسلم بعضهم للترهل بل والفساد الذي لم يستوعب هموماً وطموحات.. ولكن هل نزلت المعارضة الى الناس واقتربت من همومهم؟ هل قدمت يوماً تصوراً واقعياً؟
ما آراه غالباً ليس إلاّ نشاطاً من الشحن والدس وإلقاء الاحجار والاشواك..
وواكب ذلك.. إدعاء للعصمة من الوقوع في الخطأ.. وزعم احتكار الصواب.. وانكار مستمر للوقوع في شرنقة تغليب الذاتي على الموضوعي في المواقف من مسيرة البلاد والعباد..
< وبعض المعارضة تصر على تجاهل أن الحياة ترفض الاحكام المطلقة على الاشياء هناك في المعارضة كما في السلطة الطهارة والنجاسة.. المكر والخداع.. الابيض والاسود.. وهناك بطبيعة الحال حواء وآدم.. وما يحملان من النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة.
ويرافق المواقف المطلقة من الاشياء والاشخاص دون انصاف سجال بين الاقلام.. عنق هدرة.. حرب كلامية.. مقال بمقال ولقطة بلقطة وتصريح بآخر..
< هذا الحال على ما يبدو ليس وضعاً يمنياً وإنما يمتد إلى دول كثيرة لم تستطع المعارضة أن تكون شيئاً حقيقياً او مذكوراً..
لأن الناس يفهمون.. وهم وإن بدوا مستائين من ممارسات سيئة هنا او هناك فإنهم يرجعون البصر وهم ينظرون الى المعارضة قائلين: ليس في الحال ما يستدعي التعاطي مع الخطر والمخاطرة..