ليلي الطويل وعتمة الغزو..

ليلي الطويل وعتمة الغزو.. - أحمد الشلفي

فناء بيروت الذي ارادته اسرائيل لم يكن سوى فناء لي ولأمة تخطفتها شاشات التلفاز فجلست للفرجة.
يمضي يوم ويجيء آخر ووجوهنا في رمال النكسة لم تبددها سنوات مضت.
ما الذي نفعله اذن..؟
مالذي يعنيه لي ولك هذا النزيف سوى بقاياي وبقاياك العارية على وقع القصف والمجازر؟!
المجازر التي قتلت طفلي وطفلك.. اخي وأخاك.. امي وامك.. وطننا.. عائلتنا الكبيرة.. حلمنا المشترك.
ايها الواقف على أطلال النحيب هل بقي لك دمع؟
ايها الواجف من عروبته! هل أنكرت نفسك؟
تجيئك الهزيمة.. مثقلة كما انت مثقل، تحط رحالها بين قدميك الوالغتين في الوهن، وتبكي..
صورتك الكانت معلقة في جدران بيتك، سقطت، التقطتها الريح ذات مساء وهربت.
وجهك الكان معلقا على شماعة سقط في محاولة للبحث عن ملامح جديدة.
انكرتنا الازمنة يا ابن هذا الحزن الغارق في تفاصيل التراب العربي!
سرقتنا لحظات الحلم من نوايا الانتصارالتي خذلناها ذات هروب كبير الى تفاصيل الحداثة وعوالم الحضارة.
دعنا اذن نسترق لحظة البكاء هذه نقصف بها قاتلي الاطفال ونلعن الحرب، الحرب التي غافلت دمية طفل في الجنوب وسرقته منها.
........
ليلي الطويل وعتمة الغزو.
وجه طفلتي غارقة في النوم مازال محدقا بي.. صوتها السماوي ينشرني في أعماق الخوف..
خوفي من الحرب التي سرقت الحلم..
هناك..
في سلة المهملات ألقيت كرامتنا العربية.. صودرت ارواح اطفال ونساء وشيوخ.
والاقنية المتمدنة تتحدث...
تتحدث عن السلم والحرب و لعبة السياسة.. السلام في الالفية التي لا تعرف سوى وجه واحد للعالم ترتب له جنازة مجانية ليقتل كيف يريد..
ايها الليل لم اعد احبك..
طويل انت بما يكفي لأن أطعم الدم في حلقي..
ايها الليل متى ترحل؟.. دع طفلتي وأطفال العالم ينامون..
[email protected]