مجرد فكرة.. من يزرع الارهاب يحصد الموت

مجرد فكرة.. من يزرع الارهاب يحصد الموت - أحمد الظامري

يونايتد، امريكان، كونتيننتال، بريتش، هذه بعض اسماء الشركات للطائرات العشر التي استهدفتها محاولة التفجير الاسبوع الماضي، والتي اعلنت السلطات البريطانية عن إحباطها قبل اقلاعها من مطار هيثرو في لندن، متجهة إلى بعض مطارات الولايات المتحدة، ولو نجحت هذه العملية لكانت عملية اكبر بكثير من تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك 2001.
المعلومات التي ذكرتها الصحف البريطانية (كالصن) تقول ان العملية وضعت تحت المراقبة منذ عدة شهور. وهرباً من اجراءات التفتيش المشددة والاجهزة الالكترونية في مطار هيثرو فقد تفتقت عقلية المديرين لهذه العملية الرهيبة إلى اكتشاف انواع مختلفة من السوائل لا تثير الشك ولا تدخل في قائمة الممنوعات لكن يحملها المنفذون في حقائب يدوية تصبح بعد خلطها معاً داخل الطائرة جاهزة لنسف هذه الطائرات.
لكن من حُسن حظ هذه الشركات وربما من حسن حظ الابرياء الذين استقلوا هذه الطائرة ان المخابرات الباكستانية نجحت في اختراق هذا المخطط الرهيب وتعاونت مع المخابرات البريطانية فتم اجهاض هذه العملية قبل تنفيذها، وعلى فكرة كانت عقلية المنفذين انجليزية من اصول باكستانية وليس ابو عَرب، او جماعة القاعدة.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد احباط هذه العملية: ما الذي يدفع مثل هؤلاء للقيام بمثل هذه العملية التي سوف تزهق معها ارواح الابرياء؟ بالتأكيد انه اختلال موازين العدالة في بقاع كثيرة من العالم، في فلسطين والعراق، ولبنان، وافغانستان والبوسنة وحتى الآن لا يبدو ان بوش وبلير -محور الشر- قد انتبها ان الظلم لا يجر معه الا الشر الذي قد يحرق الولايات المتحدة او بريطانيا نفسها.
ولا يقتصر اختلال موازين العدالة في العالم عند حدود عمليات الارهاب التي تزهق ارواح الابرياء، بل يذهب لحصد الطمأنينة حتى عند المواطن العادي فكل شيء تغير منذ احداث سبتمبر بل ازداد مأساوية.
فبعد هذه العملية منع الركاب من اصطحاب اي شيء معهم في الطائرات فيما عدا جواز السفر. وقد تضطر شركات الطيران في المستقبل لتفتيش حتى الملابس الداخلية للمسافرين، فالطيران في العالم يزداد معاناة طالما ظل الظلم على حاله في بقاع كثيرة منه ولا عزاء للارهابيين.

***

بالرغم من التحفظات التي ابداها كثير من الزملاء حول مقال الاستاذ نصر طه «هل حكم الرئيس فعلاً 28 عاماً» والذي ينشر في الزميلة «الناس» لكن لا احد ينكر على قلم نصر طه عقلانيته وعمقه. وعموماً فقد كتب الرجل رأيه كمحلل سياسي وهناك اجزاء كثيرة من المقال جانبها الصواب.. لذلك اتمنى أن لا يخلط بعضنا بين ما هو شخصي وعام اثناء الرد على هذا المقال.
aldameryMail