تضامناً مع الشلفي.. والنزاهة

تضامناً مع الشلفي.. والنزاهة

مهمة الصحفي تغطية الوقائع والأحداث والحروب ونقلها بنزاهة وحرفية إلى القارئ أو المشاهد أو المستمع. وفي أوقات الشدة ليس من المستبعد أن يدفع، راضياً، كلفة استقلاليته ونزاهته وفي هذه الأيام يعمل الصحفيون اليمنيون في بيئة قاسية وشديدة الخطر. وخلال الأزمات الساخنة ينفِّس المسؤولون الحكوميون والقادة الحزبيون عن توترهم عبر ترهيب الصحف والصحفيين، وأحياناً يدفعون صحفيين لخوض مهمة النيل من الصحفيين بدلاً عنهم. والاثنين الماضي كان الزميل أحمد الشلفي مراسل قناة الجزيرة في صنعاء هدفاً لغارة حكومية ضد الصحافة الحرة.
اليمن، وبلدان عربية أخرى، لم تتخلص بعد من ظاهرة استخدام الصحفي للنيل من صحفي آخر. وصباح الاثنين الماضي طلعت صحيفة «الميثاق» بمادة «معلبة» تتوسل، عبثاً، الإساءة إلى الزميل أحمد الشلفي مراسل قناة «الجزيرة» في صنعاء. قالت «الميثاق» إن الشلفي يدير معارك نازية ضد الوطن والشعب، وشبهته بـ«جوبلز» وزير الدعاية في الحكومة النازية، ووصفته بـ«البوق» و... إلخ.
ثم راحت تحرض إدارة «الجزيرة» ضده، قائلة بأنه من غير المعقول أن قناة بسمعة «الجزيرة» ومكانتها تقبل به مراسلاً لها.
الشلفي أبطل مفعول لقطة «الميثاق» في اليوم التالي إذ قال في تصريحات صحفية إن ما نشرته الصحيفة لن يثنيه عن المضي قدماً في ممارسته لمهنته ملتزماً قواعد الاستقامة المهنية والاخلاقية.
«النداء» تعبِّر عن تضامنها مع المهنة مجسدة في شخص وأداء الزميل أحمد الشلفي الذي يقدم من خلال تقاريره وتحقيقاته نموذجاً راقياً لصحافة يمنية شابة وشجاعة ومستقلة، الأمر الذي عزَّز من حضوره في قناة مؤثرة كقناة «الجزيرة» هي، بالتأكيد، في غنى عن نصائح كاتب مغمور يتخفى وراء نفوذه وسطوته على صحيفة حزبية يمنية، وصحفيين يمتثلون للأوامر النازلة من مكاتب الهيئات القيادية للحزب والدولة.