وأخرى.. دولاب ملابس

وأخرى.. دولاب ملابس

وفي التفاصيل والأفكار الأكثر سطحية لشدة ما تبدو سخيفة وخفيفة وباردة، أعيش نهاراتي منذ نحو ثلاثة أسابيع فائتة. يلائمني الآن، هذا النوع من التفاصيل والافكار. كما وأنا بلا بيت.
ليس من اللائق أن أختفي وأموت ولم أتخلص بعد من أفكاري الجادة.. التي اعتقدها كذلك. أحيط روحي برقة كثيفة، إغراقها في دفء أفلام الابيض والأسود. هذه لا تؤذيني، فقط سليمة مراد من يفعل.
في غنائها الجنائزي (هذا مو إنصاف منك/ غيبتك هالقد تطول/ الناس لو تسألني عنك/ شرد، شجاوبهم، شقول).. ما أني مشغولاً بذهاب صوتها في سادية باذخة ليعود يقيني وقوياً في حجم العبء الواقع عليَّ، ومن زمان، إثر تعلقي بسماع ما يفعله العرب غناءً. أعود لكوني بلا بيت.
«الولد يشتاق إلى مروحة بيته»، كتب ربيع جابر عاليه. تأخذني العبارة ولا تسلبني فكرتها. كيف؟ لا يهم!! لا يناسبني أمر الدخول في شروحات قضايا جادة.
ولو لطخة على صفاء سريرتي. مات «أنور» بلا بيت ولا مروحة وبلا ذكريات وتفاصيل ساخنة، ويلوح لي الان معاتباً. «النظافة سلوك حضاري»، عبارة جديدة ألحقها في سياق تفاصيلي وأفكاري الاكثر سطحية لشدة ما تبدو سخيفة وخفيفة وباردة.
البيت دولاب ملابس.. ومنفى!!
- جمال جبران