مباراة على الكأس بين النائب جباري ومحافظ ذمار

مباراة على الكأس بين النائب جباري ومحافظ ذمار

> علي الضبيبي
يحظى النائب المؤتمري عبدالعزيز جباري بشعبية واسعة داخل مدينة ذمار، لكن عضو البرلمان البارز يزخر، في المقابل، بخصوم من الوزن الثقيل على مستوى المحافظة.
عصر الاحد الفائت، وفيما كانت صالة المركز الثقافي في ذمار تعج بحفل اختتام أنشطة المراكز الصيفية، تحول الحفل في نهايته، إلى مباراة بين جباري ومحافظ المحافظة العميد يحيى العمري.
بدأ الحفل طبيعياً وفي الأخير، وأثناء ما كان وزير الشباب والرياضة، ومعه عارف الزوكا يسلمان الكأس للفريق الفائز، كادت تحدث فتنة بين النائب جباري والمحافظ. لكن وكما أكد كلا الرجلان لـ«النداء»: «لم يحصل اشتباك بالأيدي ولا تراشقناً بالأحذية».
الأكيد أن المشكلة، حصلت، عندما تحلق الفريق الفائز بالنائب جباري لأخذ صورة تذكارية معه وأهدياه الكأس. ويبدو أن العميد يحيى العمري في تلك اللحظة لم يتحمل. فقد هرع، حسب من حضروا، معترضاً «يهزر الكأس من يد عبدالعزيز». وأخذ يعنف اللاعبين على تصرفهم «لأن جباري غير جدير» من وجهة نظره.
وبحسب شهود عيان فإن جباري والعمري تبادلا الاتهامات بالحوثية، فاتهم الأخير الاول بأنه «حوثي» ورد عليه جباري: «أنت الذي خلقت الحوثي وفجرت مشكلة صعدة» لكن، وعل ما يبدو، لم تكن مسألة إهداء الكأس لجباري إلا حصيلة مشاحنة بين الطرفين طوال الحفل. وفسَّر البعض زعل المحافظ من جباري كون الأخير لم يصفق أثناء ذكر الرئيس في كلمة حمود عباد. ويعتقد آخرون: «أنها الغيرة من جباري الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشباب والرياضيين في ذمار».
العميد يحيى العمري نفى أن يكون اتهم جباري «بأنه حوثي»، لكنه قال إن جباري لم يتفاعل مع دعوة وزير الشباب بالترحم على «شهداء أبناء القوات المسلحة الذين سقطوا في صعدة». وأضاف المحافظ: «بدلاً من ذلك كتب جباري على ورقة فاليذهبوا إلى الجحيم». لكن الأخير نفى هذه التهمة بشدة. وقال مستغرباً: «هذا الكلام غير صحيح اطلاقاً ونحن نترحم على الشهداء وندعوا إلى وقف نزيف الدم منذ أول رصاصة». وكرر جباري دعوته للحوثي بالالتزام بالدستور والقانون «وانزال المسلحين من الجبال واخلاء المواقع الحربية والمراكز الحكومية التي يسيطر عليها».
جباري، الذي وصف الحرب في صعدة بأنها عمياء وعبثية، وصف بالمقابل عبدالملك الحوثي وجماعته بأنهم متمردين وخارجين على القانون. وقال: «إننا عندما ندين الحوثي لا يعني أننا متعصبين مع النظام». لكنه أضاف: «الرأى العام لا يدري ماهي مطالبهم وماهي أهدافهم».
هناك تفسير آخر لسبب الهجوم على جباري ومحاولة إلصاق تهمة الحوثية به. فالرجل يطل على المشاهدين هذه الأيام من خلال تصريحات وآراء طلبتها وسائل اعلام عديدة لا سيما قناة العالم التي قصدت رأيه أكثر من مرة، وإضافة إلى كونه عضو مؤتمري صاحب رأي مستقل ومعارض لسياسات الحكومة. وهو يخوض مواجهة مفتوحة مع رئيس البرلمان منذ أزيد من 4 سنوات بسبب مواقفه هذه وحضوره الطاغي في مجلس النواب وداخل مدينة ذمار.
وكان جباري والراعي الذين ينتميان إلى نفس المحافظة توجها في آخر أسبوع نيابي فائت بشأن مبنى البرلمان الجديد وموازنة المجلس المالية للعام2010. وطالب جباري وسط قاعة البرلمان بتغيير هيئة الرئاسة التي انتهت مدتها قبل 6 أشهر شارعاً في جمع التوقيعات من زملائه النواب.
ليست تلك أولى المواجهات بينهما ولا أخرها. ففي شهر يونيو الفائت، وفيما كان عبدالعزيز جباري في القاهرة للعلاج، كانت مجموعة صغيرة من ذمار تعتصم قبالة بوابة البرلمان حاملين لافتات تدِّعي نهب جباري لأرضية تابعة لأحدهم وتطلب من البرلمان الإنصاف. وتجاوباً مع تلك المجموعة وجه رئيس البرلمان أمين عام المجلس المحلي بذمار «ضبط المذكور جباري وانصاف الشاكين». وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام عن دوافع تلك المجموعة ومدى دستورية هذا التوجيه، لاسيما وجباري نفسه اصطف في ابريل الفائت إلى جانب الباعة وأصحاب المحلات التجارية الذين طردوا من داخل سوق مدينة ذمار المركزي واصطفوا لأكثر من أسبوع قبالة بوابة مجلس النواب.
كانوا يحضرون إلى البرلمان على مدى أسبوع حاملين لافتات استغاثة تحمل بعضها اتهامات مبطنة ليحيى الراعي للوقوف وراء عملية اجلائهم عن السوق لأغراض استثمارية.
ومعلوم أن عبدالعزيز جباري كان من أشد المتحمسين لفوز العميد يحيى العمري بمنصب المحافظ في انتخابات المحافظين السنة الفائته فما الذي حدث؟!