عن مسرحية قارورة الحرازي في حرب 94

بجاش الأغبري يكتب عن مسرحية قارورة الحرازي في حرب 94

بعض الحقائق الدامغة عن مسرحية قارورة سليمان مرحب قبل جريمة حرب 1994

 
> بجاش الاغبري
 إنصافاً للحق، وتوضيحاً للحقائق المؤكدة، وكشفاً للغموض في تلك الجريمة غير الاخلاقية التي ادعاها سليمان مرحب وطبخت مسرحيتها الهزلية أجهزة السلطة ومخابراتها كتهيئة تحريضية ضمن وسائلها الدعائية استعداداً لشن الحرب الدموية في احتلال المحافظات الجنوبية؛ نقدم بعض المعلومات التي بحوزتنا، بعد أن ظهر بطل تلك المسرحية (سليمان مرحب الحرازي) على صفحات صحيفة «النداء» الغراء في عدديها 202، و203 وهو يهدد بكشف أسرار تلك الجريمة التي وصفها بأنها كانت في تأثيرها على الناس تفوق الصواريخ والدبابات والطائرات، وبعد هذه السنوات التي انتظرنا خلالها لحظة ما كنا على يقين من حتمية حدوثه، أن يأتي اليوم الذي يصحو فيه ضمير بطل الادعائات الكاذبة وتمثيله الزور والبهتان بهدف الإساءة إلى قادة النظام السياسي في دولة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» والتي استعد النظام القبلي في «الجمهورية العربية اليمنية» للإجهاز عليها بعد استدراج قياداتها باسم «الوحدة المقدسة» إلى المصيدة بتوحيد الكيانين السياسيين كوسيلة يسهل بعدها الانقضاض على ما تبقى لدولة الجنوب من موارد وامكانيات، عن طريق التحريض والدعاية المجردة من أبسط الاخلاقيات الإنسانية، وهي الوسيلة التي ضلل بها أبناء اليمن إلى جانب أصدار الفتاوى سيئة الصيت التي ستظل وصمة عار في جبين من تبنى إصدارها وقراءتها.
يهمنا في هذا السياق أن نعرض بعض الحقائق المهمة حول فضيحة قارورة سليمان مرحب، وهي على النحو الآتي:
كان المدعو «سليمان مرحب الحرازي» قد تعرف في صنعاء على الاخ العميد الركن هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع (آنذاك)، بواسطة المقدم عبدالخالق فاضل، الركن الأمني لوزير الدفاع. فصار سليمان من الموثوق فيهم بالنسبة للوزير، ويحضى بالمودة والاحترام. وعندما توطدت العلاقة بينهما أوهم سليمان وزير الدفاع بأن له اهتمامات في شؤون الرياضة العسكرية. كما كان سليمان يتظاهر بالإخلاص لما طلب منه، وقد استغل هذه الثقة وقدم طلباً لوزير الدفاع يشرح فيه ظروفه السكنية في عدن وما يعانيه من متاعب، فتكرم الوزير -كعادته وبحسن نية بصرف شقة سكنية لسليمان في منطقة العروسة بالتواهي، وهي بالمناسبة من المناطق السياسية في محافظة عدن، وتعد مكانياً من أهم المناطق لرصد التحركات السياسية للمسؤولين، باعتبارها قريبة من دار الرئاسة ووزارة الدفاع، ولذلك وجد فيها سليمان فرصته في رصد ومراقبة تحركات القيادات الجنوبية، وبخاصة قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، خلال اشتداد الازمة السياسية والعسكرية بين طرفي الصراع في قمة هرم دولة الوحدة اليمنية، ومعها نشط سليمان في تحركاته بصورة مثيرة في جمع المعلومات وابلاغ مراكز النفوذ في صنعاء أولاً بأول.
وعندما تنبه بعض القيادات الجنوبية وساورهم الشك والريبة من تحركاته، تم القبض عليه من قبل العقيد عبدالله قاسم الشعيبي، رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وايداعه سجن الفتح، وهناك تم التحقيق معه من قبل المقدم علي كرامة الباني، ولما تم مواجهته بالحقائق والادلة والبراهين التي تثبت جريمة تجسسه لصالح النظام القبلي بصنعاء اعترف بها وأقر بصحتها دون أن يتعرض إطلاقاً لأية ضغوط نفسية لإجباره وإكراهه عليها.
وبعد أن قضى فترة قصيرة في سجن الفتح، راح سليمان يبحث عن حبكات يستطيع بها خداع إدارة السجن للتعاطف معه في سبيل اطلاق سراحه، بعد أن شعر بحجم الخطورة التي ارتكبها وما سيترتب عليها من عقوبة قانونية، لذلك أخذ يفكر في كيفية انقاذ نفسه من تلك الخيانات الوطنية وشعوره بالخجل من حسن المعاملة التي حظي بها. فخطر على باله أن يتظاهر بحالة القلق والخوف على زوجته الموجودة لوحدها في الشقة المجانية، فكان يقدم طلباته للسماح لها بزيارته مع عائلة تربطه بها علاقة أسرية. وتم تلبية طلبه. وأثناء الزيارة طلب سليمان من العائلة أن تستضيف زوجته عندها ليطمئن عليها، فوافقت الاسرة، وحين خاب أمله بهذه المحاولة الفاشلة اهتدى إلى فكرة الانتحار عن طريق أكل مجموعة من الاشباك المندمجة للمادة المستخدمة كدخان لطرد البعوض (النامس)، لكنه فشل أيضاً ولم تسبب له أي خطورة أو أعراض مرضية.
فكر مرة أخرى بالانتحار، عندما وجد في حمام السجن نصف قطعة موس حلاقة، فقام بتكسيرها إلى أجزاء صغيرة وابتلاعها في الحال.
فكانت النتيجة بعكس ما كان يتوقع، فقد تعرض لتمزقات حادة في معدته وأمعائه تسببت في حدوث نزيف دموي من دبره، أسعف على إثرها إلى مستشفى باصهيب العسكري، حيث تمكن الاطباء من إنقاذه وعلاجه، وبعد يومين من إعادته إلى السجن وتحديداً بتاريخ 31يناير1994 قام وزير الدفاع هيثم قاسم بزيارة سجن الفتح، فشاءت الصدف أن يلتقي بسليمان، ويعرض عليه حالته وما حدث له من مكروه. فتكرم الوزير كعادته بالتوجيه باطلاق سراحه وصرف مبلغ خمسة آلاف ريال له كمواصلات ليعود إلى أهله.
وقبل مغادرته عدن إلى صنعاء، تذكر أن يمر على بعض اصدقائه الكرماء ومنهم الدكتور سيف صائل خالد، الذي أشفق عليه وأعطاه ما كتب الله وعاد مباشرة إلى صنعاء.
عند وصوله العاصمة صنعاء استقبل بحفاوة من قبل أجهزة المخابرات والأمن الوطني التي وجدت فيه ضالتها، ليكون الضحية المطلوبة والبطل المناسب لمسرحيتها الاجرامية.
اقتيد بسهولة، تحت مزاعم الاغراءات والغنائم الضخمة التي سيجنيها، إلى مكتب علي الآنسي، مدير مكتب الرئيس. وهناك،
 إنصافاً للحق، وتوضيحاً للحقائق المؤكدة، وكشفاً للغموض في تلك الجريمة غير الاخلاقية التي ادعاها سليمان مرحب وطبخت مسرحيتها الهزلية أجهزة السلطة ومخابراتها كتهيئة تحريضية ضمن وسائلها الدعائية استعداداً لشن الحرب الدموية في احتلال المحافظات الجنوبية؛ نقدم بعض المعلومات التي بحوزتنا، بعد أن ظهر بطل تلك المسرحية (سليمان مرحب الحرازي) على صفحات صحيفة «النداء» الغراء في عدديها 202، و203 وهو يهدد بكشف أسرار تلك الجريمة التي وصفها بأنها كانت في تأثيرها على الناس تفوق الصواريخ والدبابات والطائرات، وبعد هذه السنوات التي انتظرنا خلالها لحظة ما كنا على يقين من حتمية حدوثه، أن يأتي اليوم الذي يصحو فيه ضمير بطل الادعائات الكاذبة وتمثيله الزور والبهتان بهدف الإساءة إلى قادة النظام السياسي في دولة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» والتي استعد النظام القبلي في «الجمهورية العربية اليمنية» للإجهاز عليها بعد استدراج قياداتها باسم «الوحدة المقدسة» إلى المصيدة بتوحيد الكيانين السياسيين كوسيلة يسهل بعدها الانقضاض على ما تبقى لدولة الجنوب من موارد وامكانيات، عن طريق التحريض والدعاية المجردة من أبسط الاخلاقيات الإنسانية، وهي الوسيلة التي ضلل بها أبناء اليمن إلى جانب أصدار الفتاوى سيئة الصيت التي ستظل وصمة عار في جبين من تبنى إصدارها وقراءتها.يهمنا في هذا السياق أن نعرض بعض الحقائق المهمة حول فضيحة قارورة سليمان مرحب، وهي على النحو الآتي:كان المدعو «سليمان مرحب الحرازي» قد تعرف في صنعاء على الاخ العميد الركن هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع (آنذاك)، بواسطة المقدم عبدالخالق فاضل، الركن الأمني لوزير الدفاع. فصار سليمان من الموثوق فيهم بالنسبة للوزير، ويحضى بالمودة والاحترام. وعندما توطدت العلاقة بينهما أوهم سليمان وزير الدفاع بأن له اهتمامات في شؤون الرياضة العسكرية. كما كان سليمان يتظاهر بالإخلاص لما طلب منه، وقد استغل هذه الثقة وقدم طلباً لوزير الدفاع يشرح فيه ظروفه السكنية في عدن وما يعانيه من متاعب، فتكرم الوزير -كعادته وبحسن نية بصرف شقة سكنية لسليمان في منطقة العروسة بالتواهي، وهي بالمناسبة من المناطق السياسية في محافظة عدن، وتعد مكانياً من أهم المناطق لرصد التحركات السياسية للمسؤولين، باعتبارها قريبة من دار الرئاسة ووزارة الدفاع، ولذلك وجد فيها سليمان فرصته في رصد ومراقبة تحركات القيادات الجنوبية، وبخاصة قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، خلال اشتداد الازمة السياسية والعسكرية بين طرفي الصراع في قمة هرم دولة الوحدة اليمنية، ومعها نشط سليمان في تحركاته بصورة مثيرة في جمع المعلومات وابلاغ مراكز النفوذ في صنعاء أولاً بأول.وعندما تنبه بعض القيادات الجنوبية وساورهم الشك والريبة من تحركاته، تم القبض عليه من قبل العقيد عبدالله قاسم الشعيبي، رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وايداعه سجن الفتح، وهناك تم التحقيق معه من قبل المقدم علي كرامة الباني، ولما تم مواجهته بالحقائق والادلة والبراهين التي تثبت جريمة تجسسه لصالح النظام القبلي بصنعاء اعترف بها وأقر بصحتها دون أن يتعرض إطلاقاً لأية ضغوط نفسية لإجباره وإكراهه عليها.وبعد أن قضى فترة قصيرة في سجن الفتح، راح سليمان يبحث عن حبكات يستطيع بها خداع إدارة السجن للتعاطف معه في سبيل اطلاق سراحه، بعد أن شعر بحجم الخطورة التي ارتكبها وما سيترتب عليها من عقوبة قانونية، لذلك أخذ يفكر في كيفية انقاذ نفسه من تلك الخيانات الوطنية وشعوره بالخجل من حسن المعاملة التي حظي بها. فخطر على باله أن يتظاهر بحالة القلق والخوف على زوجته الموجودة لوحدها في الشقة المجانية، فكان يقدم طلباته للسماح لها بزيارته مع عائلة تربطه بها علاقة أسرية. وتم تلبية طلبه. وأثناء الزيارة طلب سليمان من العائلة أن تستضيف زوجته عندها ليطمئن عليها، فوافقت الاسرة، وحين خاب أمله بهذه المحاولة الفاشلة اهتدى إلى فكرة الانتحار عن طريق أكل مجموعة من الاشباك المندمجة للمادة المستخدمة كدخان لطرد البعوض (النامس)، لكنه فشل أيضاً ولم تسبب له أي خطورة أو أعراض مرضية.فكر مرة أخرى بالانتحار، عندما وجد في حمام السجن نصف قطعة موس حلاقة، فقام بتكسيرها إلى أجزاء صغيرة وابتلاعها في الحال.فكانت النتيجة بعكس ما كان يتوقع، فقد تعرض لتمزقات حادة في معدته وأمعائه تسببت في حدوث نزيف دموي من دبره، أسعف على إثرها إلى مستشفى باصهيب العسكري، حيث تمكن الاطباء من إنقاذه وعلاجه، وبعد يومين من إعادته إلى السجن وتحديداً بتاريخ 31يناير1994 قام وزير الدفاع هيثم قاسم بزيارة سجن الفتح، فشاءت الصدف أن يلتقي بسليمان، ويعرض عليه حالته وما حدث له من مكروه. فتكرم الوزير كعادته بالتوجيه باطلاق سراحه وصرف مبلغ خمسة آلاف ريال له كمواصلات ليعود إلى أهله.وقبل مغادرته عدن إلى صنعاء، تذكر أن يمر على بعض اصدقائه الكرماء ومنهم الدكتور سيف صائل خالد، الذي أشفق عليه وأعطاه ما كتب الله وعاد مباشرة إلى صنعاء.عند وصوله العاصمة صنعاء استقبل بحفاوة من قبل أجهزة المخابرات والأمن الوطني التي وجدت فيه ضالتها، ليكون الضحية المطلوبة والبطل المناسب لمسرحيتها الاجرامية.اقتيد بسهولة، تحت مزاعم الاغراءات والغنائم الضخمة التي سيجنيها، إلى مكتب علي الآنسي، مدير مكتب الرئيس. وهناك،
 تم استدراج سليمان مرحب واقناعه بتنفيذ بطولة التمثيل حسب الخطة الاعلامية التي اعدوها ورسموا سيناريو إخراجها وتصويرها وتوقعوا نتائجها ومدى تأثيرها على إثارة مشاعر السخط والغضب ضد النظام السياسي وقياداته في المحافظات الجنوبية نعم لقد كانت جريمة وفضيحة يندى لها الجبين لا تغفر لها الذنوب، لم تعرف اليمن بشمالها وجنوبها مثلها.
 تم تصوير سليمان مرحب وهو يروي للمشاهدين عبر القناة الفضائية الرسمية للجمهورية اليمنية، آثار الدماء على قميصه، مدعياً كما -طلب منه- أن تلك الدماء كانت بفعل التعذيب الذي تعرض له في سجن الفتح، بحشو قارورة في فتحة شرجه، وهي القصة التي ما تزال تفاصيلها الحقيقية غامضة واسرارها مكتومة في ضمير بطل تمثيلها ومخرجيها ومصوريها.
فهل حان لسليمان أن يصحو ويقول الحقيقة بعد كل هذه السنوات التي كنا ننتظر فيها بفارغ الصبر، أن يكشف لنا بصدق وشجاعة خيوطها وأسرارها؟ وكيف غرر به؟ وما هي الاغراءات والوعود التي خدعوه بها وأهانوا كرامته وأهدروا عزته وحريته من أجلها؟
فإذا كنت قد خدعت يا أخ سليمان في ذلك اليوم المشؤوم وقدمت لمجرمي الحرب الدموية خدمة قبيحة ورذيلة، فإنك ملزم أن تستعيد كرامتك وتحفظ ماء وجهك، إن أرضيت ضميرك وتبت إلى ربك، باعلانك قول الصدق للرأي المحلي والعالمي عن لعبة آثار دماء ابتلاعك موس الحلاقة، والتي سالت بعدها أنهاراً من الدماء وأزهقت أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء والشهداء.
فلك الخيار أن تصرح بالحق أو أن تلاحقك لعنات الذم والاحتقار إلى يوم الدين. وليس أمامك سوى أن تختار ما يشفع لك ذنبك وتعصف بالصفقات الرخيصة.