عرسٌ أم مأتم انتخابي؟

عرسٌ أم مأتم انتخابي؟ - سامي غالب

لم تصدر أية إشارات تنبئ بأن اليمنيين على موعد في 20 سبتمبر مع أول انتخابات رئاسية تنافسية رغم مرور 10 آيام على تزكية مرشحي الحكم والمعارضة في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى.
توجد اسباب تقنية. للتمثيل، فإن رئيس اللجنة الأمنية في لجنة الانتخابات (إصلاح) ما يزال ينتظر تجهيز مكتبه.
هنالك أسباب وجودية نجد بعض مفاعيلها في السؤال الكبير الذي اختارته صحيفة «الميثاق» أول من أمس عنواناً رئيسياً أعلى صفحتها الأولى: لماذا يستهدفون الرئيس؟
«لأنه المرشح المنافس»، سيجيب أول معارض تتوجه إليه الصحيفة بالسؤال... والسؤال مجرد تنويع ساذج على سؤال مصانع الأفكار الامريكية بعد 11/9: لماذا يكرهوننا؟
أسئلة من هذه الشاكلة لدى اصحابها جواب جاهز ونهائي: لأنهم أشرار!

***
 
يقدم المؤتمر الشعبي دليلاً تلو آخر بأنه لا يستمزج من حيث المبدأ حديث التنافس على الموقع الرئاسي. والخطاب السياسي والإعلامي لحزب الرئيس يكشف عدم جاهزية السلطة، حتى على المستوى الافتراضي، للقبول بخوض انتخابات تنافسية، وأن المراد من 20سبتمبر أن يكون استفتاءًيجدد للرئيس الحالي، ليعيش الشعب مجدداً عرساً ديمقراطياً مشهوداً.
على الضفة الأخرى، يتهيأ «الأشرار» لمأتم يليق بالديمقراطية المؤؤدة، وفي أحسن الأحوال يجهدون لتقديم عرض مشرف في سباق غير متكافئ. لكنهم بهذه الروحية المتواضعة -بصرف النظر عن حدة خطاب بعض المعارضين، والتوقعات العالية لدى بعضهم الآخر- يحقرون من شأن الاستحقاق الدستوري الأكثر أهمية والأشد حساسية.
انتظرت المعارضة دعوة الرئيس الناخبين للاقتراع في 20سبتمبر لتبدي تحفظها عليها. وقبل ذلك وقعت -عن سبق تصميم- على اتفاق مبادئ لكسب الوقت ليس إلا، وللاحتفاظ به زاداً في رحلة شائكة، هي التي خبرت عقم اتفاقات مشابهة منذ الوحدة. ولئن قدمت مرشحاً رئاسياً يحظى بتقدير واسع، وبخاصة من قبل قاعدتها الانتخابية، فإنها مالبثت أن نكصت إلى مناورات ما قبل التزكية.
والحال أن آليات المعارضة ومناوراتها ورسائلها المشوشة وتلكؤها عند كل مفترق، كل أولئك يكاد يخدم هدف السلطة: تبهيت المضمون التنافسي للانتخابات.
تريد السلطة عرساً، وتريد المعارضة مأتماً. وإذاً يحق السؤال: لم كل هذا الالحاح على تسوية الملعب الانتخابي إذا كانت وجهتنا صالة مناسبات اجتماعية؟