اليوم الثامن

* سامي غالب
  زمن اليمنيين فريد!
  يومهم ب15 سنة مما يعد جيرانهم في المجرة الشمسية،
وزعماؤهم لا يريدون قلب صفحة السابع من يوليو, اليوم الذي أريد له أن يكون “مفتتح الوحدة” و”نهاية التاريخ”، فصيره المهزوم “نهاية الوحدة” و”بداية التاريخ” الجنوبي.
اليمنيون محكومون بالإقامة في الماضي. وهم في مسيس حاجة لتقويم مشترك يعيدهم إلى مجرتهم الشمسية, ما يستدعي عقدا جديدا ينتشلهم من غيابة الأيام المجيدة ويمكنهم من وضع أقدامهم على عتبة المستقبل, عتبة اليوم الثامن!
لكن لرجال السياسة في اليمن عاداتهم الراسخة. فهم يمضغون الوقت كما القات, ويواصلون باسم القضايا الكبرى هدر أعمار مواطنيهم. كذلك فإن واجهة المشهد السياسي على عهدها قبل 15 سنة مما يعد الجيران! الأبطال أنفسهم, بقسماتهم الحادة ورطاناتهم وإعلاناتهم, وحتى بفرسانهم وشعرائهم وندمائهم... لا جديد سوى تجاعيد إضافية على الوجوه المخلدة, وإلا لغة الإقصاء التي تفيض على صفحات الصحف وشاشات التلفزيون, وإلا لغة الانعزال التي تتردد في أرجاء الساحات, وإلا فلغة الوعيد مكسوة بأغلفة من رصاص. وفي اليوم السابع، يوم اليمنيين الدامي والمديد, يتابع الساسة المخلدون, في السلطة والمعارضة, داخل اليمن وخارجه, استعراض موهبتهم الوحيدة: توليد الكوارث من رحم الماضي المختلف عليه. وفي النسخة ال15 من السابع من يوليو يبدي هؤلاء المحتربون احتشادا غير مسبوق لتكريس تواريخهم, دافعين اليمنيين إلى خارج التاريخ.