نازح من صعدة يناشد الرئيس والأمم المتحدة والأمير سلطان إنقاذ زوجته بعد أن خذلته الصحة في علاجها.. حياة مصابة بفيروس الكبد رهن توجيهات مسؤولي الصحة

نازح من صعدة يناشد الرئيس والأمم المتحدة والأمير سلطان إنقاذ زوجته بعد أن خذلته الصحة في علاجها..حياة مصابة بفيروس الكبد رهن توجيهات مسؤولي الصحة

نازح من صعدة يناشد الرئيس والأمم المتحدة والأمير سلطان إنقاذ زوجته بعد أن خذلته الصحة في علاجها..حياة مصابة بفيروس الكبد رهن توجيهات مسؤولي الصحة
تواجه زوجة عبدالله جابر جلعم خطر الموت منذ 4 سنوات، بسبب إصابتها بفيروس الكبد. وتحتاج زوجة الرجل الصعدي، الذي ما يزال نازحاً من منطقته بضحيان منذ الحرب الثالثة على صعدة، إلى 24 حقنة «فيالة» تستعملها لمدة 6 أشهر جرعة كاملة، علما بأن تكلفة الحقنة الواحدة 56 ألف ريال.
قبل 4 سنوات دخل عبدالله جلعم وزوجته لطيفة ضيف الله إلى السعودية بمنحة علاجية للزوجة تكفل بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز. في مستشفى القوات المسلحة بالرياض قرر لها الأطباء جرعة علاج لمدة عام بعدما اكتشفوا إصابتها بفيروس الكبد. أخذت عدة جرعات، لكن موت والد زوجها فرض عليهما العودة إلى صعدة.
بعد أيام من حادثة وفاة والده، حاصرت القوات العسكرية ضحيان، مما صعب على عبدالله اجتياز الطوق الذي فرض عليهم والعودة إلى السعودية لاستكمال باقي الجرعات بحسب إرشادات الأطباء هناك. بدأت الأزمة تشتدّ (بين الحوثيين والدولة) وبدأت رائحة الحرب تنتشر. نزح جلعم وأفراد أسرته إلى «حوش جرمن» في مدينة صعدة، وخيموا في غرفة مهجورة ومهدمة و«جلست 3 أسر داخلها: أنا وعائلتي، وعائلة أخي، وعائلة ابن أخي».
آنذاك، كان موعد العودة إلى المستشفى قد تأخر. راجع السفارة السعودية بصنعاء للحصول على تأشيرة دخول لاستكمال جرعة العلاج، لكنها «ما عاد وافقت لنا على تأشيرة». عاد جلعم إلى مخيم نزوحه في صعدة، وبعد أسابيع رجع إلى ضحيان، خلال فترة الهدنة بين الحرب الثالثة والرابعة.
انفجرت الحرب مجدداً. فرّت الأسر المحايدة، مثل أسرة جلعم، نازحة إلى مشتل السلام بمدينة صعدة. عادت «لطيفة» تشعر بالألم السابق. حينها زار الفريق الطبي المتنقل النازحين في المخيم. عرضت عليه حالتها، وشدد على ضرورة نقلها إلى طبيب متخصص في الكبد في المستشفى الجمهوري بصعدة، ومنه إلى مستشفى الثورة بصنعاء.
في 8 أكتوبر الفائت، وصلت الحالة إلى مستشفى الثورة، وطلب منها الطبيب إجراء فحوصات. «قالوا على الفحوصات رسوم... وابصرتها غالية. قلت لهم: أنا فقير وأنا نازح من الحربـ«، شكا عليهم سوء وضعه المالي. لكنهم لم يلتفتوا لبكاه، فصعد إلى مدير المستشفى ليعفيه من الرسوم، باعتبار المشفى عاماً وتموله الحكومة. استأذن مدير مكتب مدير المشفى لمقابلة الأخير وطلب إعفائه؛ لكنه مُنع، ولدى محاولته الدخول طلب له الأمن وزج به في الحبس أربع ساعات، ثم أفرج عنه، وأمر له بإجراء الفحوص مجاناً.
بناء على نتائج الفحوص قرر الطبيب يحيى العزي للمريضة حقنة أسبوعية لمدة 6 أشهر (24 حقنة) قيمة الواحدة 56 ألف ريال. لم يستطع جلعم دفع قيمة حقنة واحدة، وقيل له إن مخازن وزارة الصحة والمستشفى خالية من هذا الدواء. قدم طلباً إلى وزير الصحة ليمنحه العلاج لزوجته. الوزير وجّه وكيله فيها إلى صيدلية بن حيان توريد 4 فيالة من العلاج بمبلغ 224000 الى المخازن وسلموا له التوجيه لمتابعته. والمفترض أن يتم متابعته من المخازن، لأن الصيدلية ردّت في المذكرة: «لا يصرف الدواء حتى يتم قطع شيك ودفعه من الوزارة». وبهذا لم يتم قبول التوجيه.
لطيفة ضيف الله، زوجة الرجل الصعدي النازح، منذ 4 سنوات في خطر، ولا تحتمل حتى تحلّ الوزارة خلافاتها مع الصيدليات التي تتعامل معها. ثم لماذا كان التوجيه ب4 «فيالات» (حقن) فقط، بينما المريضة تحتاج 24، بحسب وصفة الطبيب، فضلاً عن الالتزام بالطرق السليمة لاستخدام العلاج لدى الطبيب المختص، لأن العلاج يحتاج إلى ظروف خاصة لاستعماله ومن طبيب. وحذّرهم الطبيب من عدم التزام المريضة بالدواء أو التأخر عن استعماله. «قال لنا الدكتور إن العلاج لو استعملنا فقط 4 إبر بايضرها أكثر»، يقول الزوج، أي سينشط الفيروس ولو أنقطع العلاج قد يضاعف الحالة أكثر.
وعاد عبدالله جلعم إلى الوزارة وطلب منهم منحة خارجية لزوجته أو توفير الدواء لها. فوجه الوزير يطلب من المستشفى تقريراً مفصلاً بالحالة, لكن موظفا في لجنة المنح والتقارير في مستشفى الثورة كتب على المذكرة: «ممنوع السفر». ويقول بلكنة القروي وعفويته: «حالة زوجتي خطيرة، والدكتور بيحذرنا على صحتها، نشتي نسفرها، لا يخلوا مرتي تموت، أنا يمني والدولة لازم توفر لنا الدواء؟».
وناشد رئيس الجمهورية التوجيه بعلاج زوجته. كما ناشد مسؤول الأمم المتحدة في صنعاء ومنظمات الصحة التي تعمل في اليمن بمنحه «حق الدواء». قال إن أمله في الأمير سلطان بن عبدالعزيز عظيم، ورجا ألا يخيب في أن يوجه السفارة بالسماح لهم بالدخول وتجديد أمره بمتابعة إجراءات العلاج في مستشفى القوات المسلحة، لأن تأخرهم عن موعد العودة كان فقط بسبب حصارهم في حرب صعدة.