الجاني صياد والضحية طفل في ال15 من العمر.. جريمة اغتصاب في ساحل جولدمور بعدن

الجاني صياد والضحية طفل في ال15 من العمر.. جريمة اغتصاب في ساحل جولدمور بعدن

* وائل القباطي
أواخر الشهر الماضي غادر (ع) منظقة «رصد» بيافع متجهاً إلى عدن برفقة ولده (س) وشقيقه المختل عقلياً. بعدها بيومين قرر الأب العودة إلى القرية بعد أن أجرى الفحوصات اللازمة لشقيقه المصاب ونزولاً عند رغبة (س) وتوسلاته للسماح له البقاء يومين إضافيين في المدينة. عاد الأب والشقيق المصاب إلى القرية بينما (س) قرر الاستمتاع على شواطئ عدن، وأيضاً كان يتلهف للعودة إلى القرية للقاء زملائه في الصف الاول الثانوي. كان سيحدثهم عن رحلته، وكانوا سيصغون له بشغف ربما.
لم يكن (س) يدرك حينها فحوى العبارة التي تناهت إلى سمعه مراراً: «البحر غدار».
مساء الخميس 30 يناير كان (س) يتنزه في شواطئ جولدمور بالتواهي. وكان الصيادون يتهيؤون كعادتهم للإبحار بحثاً عن رزقهم.
بفضول زائد تقدم الصبي من قوارب الصيادين وسأل أحدهم عن البحر والسمك وكيف يتم الاصطياد.
شرع الصياد في الإجابة على الصبي الغريب، ثم قرر دعوته إلى رحلة صيد قصيرة لإشباع استفسارات الصبي لكنه كان يسعى أيضاً لإشباع غريزته.
رسم الشيطان خطته المحكمة مستخدماً الصياد (م. ن) الملقب بـ«الزوقري» أداة لتنفيذ الخطة. لجأ الزوفري إلى اغراء (س) بالعمل لديه بمقابل مغرٍ باذلاً له عدداً من الوعود في حالة الموافقة على العمل، وألح على (س). حينها رافقه تلك الليلة للاصطياد وكانا لوحدهما.
عندما بدأ الظلام يطبق على المدينة كان الزوقري يغادر الشاطئ برفقة (س). ليلتها ربما كان الرجل الخمسيني يبتسم لمكره ويقهقه ساخراً من سذاجة طفل وقع بسهولة في الفخ. لكنها بلا شك ستكون ليلة فارقة في حياة (س)، ليلة رهيبة بكل معنى الكلمة ولا تنسى أبداً.
في تمام ال6 من صباح اليوم التالي، الجمعة، عاد قارب الزوقري إلى الشاطئ. نصف ساعة فقط على وصوله، بعدها كان (س) يقف بفؤاد منكسر وملامح مفزوعة، كانت عيونه الدامعة تحكي لضابط الاستقبال في قسم شرطة القلوعة القريب من مكان الحادث، شناعة ما أصاب طفل في ربيعه ال15 وهول الجريمة التي ارتكبت ضده حينما وقع بين خيارين، إما أن يسلم نفسه لصياد معتوه في البحر. أبلغ القسم مركز عمليات الامن البحري في التواهي. بعدها بساعتين كان أفراد الامن البحري يقبضون على الزوقري، حيث أفاد صيادون في المنطقة أن (س) غادر الشاطئ مساءً برفقته، كما أفاد تقرير الطبيب الشرعي بتعرض الطفل لحادثة اغتصاب، محدداً موعدها بدقة قبل ساعات. حينها لم يكن أمام الجاني من خيار سوى الاعتراف.
أحيلت القضية إلى نيابة التواهي مباشرة. بعد الحادثة ب3 أيام، وصل خال (س) من القرية بناءً على اتصال تلقاه من عضو نيابة استئناف مديرية التواهي. حينها كان (س) في حالة نفسية سيئة جداً، صام عن الكلام، بينما تكفل عضو النيابة بإيضاح القضية للخال. عاد (س) إلى القرية برفقة خاله، بانتظار قرار محكمة التواهي الابتدائية التي لم تحدد موعد لبدء الجلسة الاولى، رغم مرور أزيد من 20 يوماً على الحادثة. وإلى حين يفيق السادة المحترمون في النيابة والمحكمة، والاعلاميون والناشطون في قضايا الاطفال، لتحريك القضية، سيظل (س) حبيس أربعة جدران، لا يغادر غرفته، لا يتكلم ولا يرغب في رؤية أحد، وفي أعماقه حزن وغضب وألم يكفي لإدانة وحش بشري تجرد من الرحمة والانسانية، يقبع الآن خلف قضبان سجن المنصورة المركزي بعدن.