18 مسلحاً اقتحموا قسم العناية المركزة وطعنوا الطبيب درهم الراشدي في رقبته

18 مسلحاً اقتحموا قسم العناية المركزة وطعنوا الطبيب درهم الراشدي في رقبته

شارات حمراء في المستشفيات ونقابة الأطباء تلوح بالإضراب
رفع الأطباء في العاصمة الشارات الحمراء بدءاً من أمس احتجاجاً على الاعتداء الذي تعرض له الطبيب درهم الراشدي اخصائي العناية المركزة في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وكان 18 شخصاً اقتحموا المستشفى في العاشرة من ليل السبت الماضي، وقاموا بالاعتداء بالضرب على الراشدي، ووجه إليه أحدهم طعنة بجنبيته إلى الرقبة نفذت إلى الصدر قاطعة الأوردة الرئيسية.
وكان الراشدي تطوع لإبلاغ أقارب أحد المرضى بوفاة المريض. وبعد دقائق وبينما كان في مكتبه دخل عدد من الأشخاص المسلحين بالمسدسات والجنابي للاعتداء عليه. وحسب بيان مشترك لنقابة أطباء فرع العاصمة ونقابة مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، فإن المسلحين اقتحموا المستشفى وكسروا الأبواب، وهددوا الحراس، ثم دخلوا عنوة إلى قسم العناية المركزة واعتدوا على الطبيب.
وأُخضع الراشدي إلى 3 عمليات جراحية، ووصفت مصادر طبية بأن حالته حرجة جداً.
وجرت واقعة الاعتداء بعد دقائق من علم الجناة بوفاة قريبهم الذي يبلغ من العمر نحو 80 عاماً وكان يعاني من أمراض عدة. وقالت مصادر طبية إن الراشدي تحامل على نفسه بعد الاعتداء، وغادر قسم العناية المركزة باتجاه قسم العمليات، لكنه قبل أن يصل إلى باب القسم هوى على الأرض وقد سارع زملاؤه في قسم العمليات      إلى إنقاذه بأعجوبه إذ كان قلبه قد توقف تماماً عن النبض. وبعد فشل الأطباء في إنعاش قلبه عبر الصدمات الكهربية، اضطروا إلى شق صدره وتنفيذ عملية قلب مفتوح.
ووصف بيان للمكتب التنفيذي الأعلى لنقابة الأطباء والصيادلة الجريمة بأنها «فعلة نكراء وعمل خسيس ضد طبيب». وأشار البيان الذي صدر الاثنين إلى تكرار الاعتداءات على الأطباء اليمنيين وهم يقومون بواجبهم الانساني تجاه المرضى. ودعا الأطباء إلى الاستعداد من أجل تنفيذ اعتصامات والإضراب عن العمل في حال لم يتم تسليم الجناة إلى العدالة.
وقال الطبيب محمد الروحاني رئيس وحدة الغسيل الكلوي في المستشفى لموقع «نيوز يمن» إن أقارب المريض كانوا يائسين من حالته، وانهم قالوا للممرضين ووحدة العناية المركزة إنهم ينتظرون وفاة المريض، في أي وقت، وطلبوا من العاملين في الوحدة إبلاغهم في حال توفي قريبهم.
واعتصم العشرات من أقارب وأصدقاء الراشدي أمام مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا في تعبير احتجاجي على عدم قيام الأجهزة الأمنية بالقبض على الجناة.
وكان الأشخاص الذين نفذوا الاعتداء غادروا المستشفى، وبينهم الشخص الذي طعن الراشدي بجنبيته.
وأعلنت نقابة المحامين اليمنيين تضامنها مع أسرة الطبيب، وأبدت استعدادها لتبني قضيته أمام الجهات المختصة.
وتقول الجهات الأمنية إنها القت القبض على الجناة، لكن أسرة الراشدي أوضحت لـ«النداء» أن الجناة الحقيقيين مايزالون طليقي السراح.
وسبق أن تعرض أطباء في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا لاعتداءات مماثلة تورط بها متنفذون وبعض المشائخ.
وكانت وزارة الداخلية جردت في وقت سابق من هذا العام حراسة المستشفى من الأسلحة الشخصية بدعوى تطبيق قانون تنظيم حمل وحيازة السلاح.
وقال أحد العاملين في أمن المستشفى لـ«النداء» إن إجراء تجريد الحرس من أسلحتهم جاء عقب منع نجل مسؤول كبير في الداخلية من دخول المستشفى بالجنبية، ما أدى إلى غضب والده الذي بادر إلى إرسال حملة أمنية لتجريد حراس المستشفى من الأسلحة.