حذاء آخر من أجل غزة.. من أجلكم!

حذاء آخر من أجل غزة.. من أجلكم!

*عبدالكريم الخيواني
طغت مأساة غزة على مشاعر الزهو بحذاء منتظر الزيدي التي ودع بها الرئيس الامريكي بوش، وهذا طبيعي لأنها «فشة خلق» كما يقول اللبنانيون.
الزيدي عبر عن احتجاجه على الاحتلال كمواطن عراقي، بجرأة وشجاعة تسجل له لا أكثر، بعيداً عن تحول القضية إلى موضوع مزايدة واستغلال وتمجيد للحذاء حد الاستفزاز، باعتبار أن أمتنا تجاوزت عقلية ذلك الاعرابي الذي قال يوماً: «أشبعتهم سباً وفازوا بالابل».
الحماس المنقطع النظير للحذاء مطلوب اليوم لغزة ايضاً. والعروض الباهضة ثمناً للحذاء مطلوبة اليوم لغزة، أي أن ذلك التاجر السعودي الذي عرض عشرة ملايين دولار ثمناً لحذاء منتظر عليه أن يتبرع    بها اليوم لشعب غزة ولن أقول لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
والتاجر اليمني الذي عرض 15 مليون دولار ثمناً للحذاء مطلوب منه أن يتبرع بها لغزة الآن ولن أقول لمخيمات النازحين بصعدة. ما لم فالعروض إيَّاها مجرد مزايدات فقط؛ ما قيمة الحذاء قومياً مقابل نجدة أهلنا في غزة!؟ ما قيمة شراء الحذاء دينياً مقابل إغاثة شعب محاصر تصدى لألة القتل الصهيونية!؟ ما قيمة الحذاء إنسانياً مقابل حياة إنسان!؟
جرائم احتلال العراق ضد الشعب العراقي استحق عليها بوش الاهانة بالحذاء، وبوش رئيس اكبر دولة في العالم. إنما التآمر على القضية الفلسطينية، والتواطؤ العربي على لبنان في تموز 2006، وعلى غزة اليوم في الحصار ثم العدوان، وإذلال وقهر وتجويع الشعوب، تمر دون أي حساب أو عقاب أو لوم، أو ليس ظلم ذوى القربى أشد مضاضة..؟!
 صحيح الحذاء ليس حلاً، إنما في عصر تمجيد الحذاء ألا سبيل لحذاء آخر من أجل غزة أو لبنان من أجلكم، من أجل ما تتعرض له الشعوب من قهر واذلال ونهب وانتهاكات للحقوق والحريات على أيدي انظمتها.
 الأكيد أن رمي بوش بحذاء أهون من رمي حاكم عربي بقلم أو بكلمة، مهما بلغت جرائم وخيانة الحاكم العربي؛ لأن رجم الحذاء لن يكون حينها احتجاجاً أو إهانة، بل سيعد انقلاباً وعدواناً وارهاباً، تلقي بمرتكبها وأهله وعشيرته إلى الجحيم، دون أدنى إنصاف، وسيحتفل الحاكم ويتلقى التهاني بالانتصار على المؤامرة ويضيف لقباً إلى ألقابه ونيشاناً إلى نياشينه، وسط تصفيق وهتافات الضحايا والجياع.
جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة في فلسطين ولبنان تعبير عن واقع صنعه النظام الرسمي العربي. وحالة الهوان المسيطر عربياً هي عنوان انجازات الحكام العرب الذين حصَّنوا أنفسهم بأوضاع مهترئة وأدوات قمع تحت شعار: «امَّا نحن أو الطوفان». لك الله يا غزة!