عن القبح الأمريكي

محمد الغباري يكتب عن القبح الأمريكي

أخيراً ارتوت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس من دماء الاطفال العرب، وبالتأكيد ان عينيها القبيحتين قد شبعتا من رؤية الجثث والأشلاء التي حصدتها الاسلحة الأمريكية الفتاكة ولهذا صرحت بأن الوقت قد حان لأن توقف اسرائيل عدوانها على لبنان.
فيما كانت جثث الاطفال في قانا تشوى في جحيم قنابل العنصرية الامريكية، كانت رايس ترى أن اسرائيل قد أدت الواجب وفعلت ما طلب منها بدقة فائقة يتوجب معها إنهاء الحرب. ومع هذا كان زعيم اليمين المتصهين في البيت الأبيض يفسح الطريق أمام آلة الحرب العنصرية لإحداث المزيد من القتل والدمار باعتبار أن ذلك هو الباب الذي سيدخل منه العالم إلى الشرق الأوسط الجديد، وتلك هي النافذة الىالظلال الوارفة للديمقراطية والحريات..
منذ ما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عمقت الادارة الامريكية صلاتها بالانظمة الديكتاتورية العربية وزادت من حجم دعمها لها، وزادت تركيعهم اكثر؛ فهي تخيف حسني مبارك من الديمقراطية لانها تعلم جيداً ان الشعب العربي في مصر لن يقبل رئيساً يهين تاريخ شعبه ودوره الرائد في قيادة الأمة العربية ومقاومته للصهيونية والامبريالية، لكنها بالقطع لن تسمح بسقوط هذا الصنم الجاثم على صدر شعب قدم مئات الآلاف دفاعاً عن عروبته وحقه في الحياة.
هذه الادارة الحقيرة تستخدم دعوات الديمقراطية والاصلاحات السياسية لإرعاب نظم الحكم المتهالك في السودان واليمن وتونس وموريتانيا، لكنها تثق جيداً أنه لا يوجد بديل لهؤلاء يمكنه ان يقدم لها تنازلات اكثر مما يقدمون او يقبل بأن تدار شؤون دولته من قبل المسؤول عن الملحقية الأمنية في سفارة واشنطن.
لمشاهد الدمار والاطفال المدفونين تحت انقاض ملجأ قانا ان تحرك كل القيم الانسانية لاولئك الذين تجردوا منها في دول غربية التزمت منهج النفاق الدائم لصالح الجنس اليهودي باعتباره جنساً مقدساً.. يجوز لك نقد العالم ودياناته وانبيائه وآلهته وليس لك ان تنتقد طغيان اسرائيل وجرائمها.
صورة هذه الطفلة، التي تناولت العشاء الأخير في الملجأ، لم تلامس النخوة الكاذبة للحاكم العربي الذي يجلد شعبه ويحرمه من حقه في الحرية والعيش بكرامة، فخرج مبارك ليقول إن ما حدث عمل غير مسؤول (الله عليك) أما الملك الأردني «الهاشمي» وحفيد النبي، كما يقول، فقد كان اكثر مغامرة ووصف المذبحة بالأمر المرعب (تصوروا!). خادم الحرمين وحاكم قبلة المسلمين لم ينطق بشيء فقد كفانا الله منه ذلك التصريح الفضيحة الذي ادان فيه الضحية وبرأ المجرم. وهاهو اليوم يعمل بجد على ستر عورته بملايين الدولارات التي يعلن عن التبرع بها لصالح لبنان.
لحكامنا ان ينبطحوا كما شاءوا وللولايات المتحدة ان تتغطرس وتساند جرائم اسرائيل في حق العرب كيفما ارادت ولكن ارادة الشعوب اقوى، وإيمان المدافعين عن الحرية والعدالة في العالم انفذ من تكنولوجيا الصواريخ وذكاء القنابل التي تحصد ارواح اطفالنا بسبب انتمائهم العربي.
 الولايات المتحدة والجنس الاوروبي عموماً تاريخ مليء بالأعمال الاجرامية في امريكا الشمالية والجنوبية وفي أفريقيا حين بنت دولاً واوجدت شعوباً على انقاض الشعوب الاصلية التي أُبيدت أو استعبدت كي يعيش الجنس الأبيض دون ان يعكر صفو حياته منهم ادنى منه لوناً ولغة وهي اليوم مع حلفائها في اوروبا تعجز عن اخفاء هذه النزعة الاجرامية رغم حرصها على ارتداء قناع الديمقراطية والمساواة.
malghobariMail