دشن فعاليات التحضير للمؤتمر الوطني وبعث إلى الرئيس ورقة توضيحية بشأن مطالبه الانتخابية

دشن فعاليات التحضير للمؤتمر الوطني وبعث إلى الرئيس ورقة توضيحية بشأن مطالبه الانتخابية

رسائل المشترك المتنافرة!
* «النداء»
المشترك لم يحسم قراره بعد. في الأيام القليلة الماضية وجه رسالتين متنافرتين: صباح الجمعة دشن الفعاليات التمهيدية للمؤتمر الوطني الموعود، وبعد 3 أيام سلَّم وسيطاً رئاسياً ورقة توضح رؤية المشترك لمتطلبات انتخابات حرة ونزيهة.
والسؤال: ماذا سيفعل المشترك في حال اتضحت رؤيته(!) في دار الرئاسة؟ مبدئياً فإن الحاجة إلى حوار وطني تنتفي، إذ أن المدخل المنطقي (لا الواقعي) إلى معالجة الأزمات سيمر عبر مراكز الاقتراع في 27 إبريل.
تدير السلطة العملية الانتخابية بسرعة أرنب، ويزحف المشترك نحو بوابة الحوار بإيقاع سلحفائي. وفي الدرس الأثير لتلامذة الصفوف الابتدائية فإن السلحفاه تربح لأن وجهتها معلومة، لكن وجهة سلحفاء «نا» غير معلومة، إذ ما الذي يضمن ألا تحرف مسارها بعد أسابيع باتجاه بوابة الانتخابات في حال قرر الرئيس تلبية بعض المطالب الجوهرية للمعارضة بشأن الانتخابات.
بحسب ماهو متاح من أجندة المعارضة، فإن ملتقى تشاورياً سيعقد في يناير المقبل. وفي هذا الملتقى سيتقرر موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني. وفي الاثناء تواصل السلطة الإعداد لانتخابات الأمر الواقع، بدعوى احترام الدستور، هذا الاحترام الذي لم يحل دون نفاذ إرادة الحاكم بتمديد صلاحية المجالس المحلية 4 سنوات بالتمام.
العودة إلى ما قبل 18 أغسطس (يوم الانقلاب على الديمقراطية حسب آخر اختراعات المشترك) لن تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة تحقق تداولاً سلمياً للسلطة، فهذه (دستورياً وواقعياً) لا تقيم في البرلمان.
استطراداً فإن الاتفاق المووءد في 18 أغسطس لم يشتمل على أية تعديلات جوهرية في النظام الانتخابي. وإذا تحققت المعجزة وقبل الرئيس اجراء الانتخابات في 27 ابريل طبق نظام التمثيل النسبي (القائمة) فإن ذلك وحده ليس كفيلاً بتنزُل وعود الحرية والنزاهة والعدالة، إلا إذا تحققت معجزة أخرى، فقرر عبدالملك الحوثي ومقاتلوه، وحسن باعوم وحلفاؤه في المجلس الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين خوض الانتخابات ضمن قوائم احزاب المشترك، وقرر الجيش الانسحاب من صعدة، وألغيت حالة الطوارئ في الجنوب.
على المشترك أن يتواضع قليلاً، فإما أن يبرم اتفاق الحد الأدنى مع السلطة، ويذهب إلى الانتخابات بمبرر الحفاظ على البقية الباقية من «الديمقراطية اليمنية»، وإما أن يسرِّع من وتيرة التحضير للمؤتمر الوطني الذي لا تشمل أجندته المقترحة بنداً يتعلق بالانتخابات أو بتصميم تحالفات انتخابية. وفي الحالين فإن المشترك في مسيس حاجة إلى أرانب تتدارك الوقت الذي قتل سلحفاءه!